« وِتْرَاً أتيتُ »
•••••
وِتْرَاً أتيتُ .. وقد كانَ الورىٰ لُبَدَا
يَتْلونَ ما سَطَّروا من شِعرِهِمْ قِدَدَا
كانوا قَليلاً .. إذا ما رُمتَ وَزنَهُمُ
كانوا كَثيراً .. إذا اَحصيتَهُم عَدَدَا
أَتيتُ سَاحَتَهُم والشِعرُ يَحمِلُني
ثُمَّ انبرىٰ قائِلاً .. كُنْ ها هُنا وَتَدَا
عَاماً مَكَثتُ لِتُجلىٰ عَينُ باصِرَتي
لِتَفرِقَ الحَقَّ من زَيفٍ بِهِ مَرَدَا
لَمْ أُخفِ وَجهي وكانَ البَعضُ مُرتَدِيا
قِناعَ وِدٍ .. تَوارىٰ خَلفَهُ أَمَدَا
كانَت عُيوني تَرىٰ ما القَلبُ كَذَّبَهُ
حَتَّى فُجِعتُ بِمَن سَاقوا لَها الرَمَدَا
كانوا جَميعاً .. وحَبلُ الوِّدِ مُنعَقِدٌ
ثُمَّ استَحالوا على وَقعِ الأَنا بَدَدَا
شَيطانُهُم كانَ في الأشعارِ مُلهِمَهُم
يُملي عَليهِم بِما يَسطِيعُهُ مَدَدَا
لكنَّهم بَالَغوا .... حتَّى تَمَلَّكَهُم
زَهوٌ .. تَرَاءىٰ على عِلَّاتِهِ رَشَدَا
قد بَاتَ عَاقِلُهُم .. أو ما ظَنَنتُ بِهِ
عَقَلاً .. كَجَاهِلِهِم .. شَرَّاً إذا جَحَدَا
ما كُنتُ يَوماً إلى الزَلَّاتِ مُلتَفِتَاً
ولو تَناوَشَ بِيْ .. ذَاكَ الَّذي حَقَدَا
أَسمو بَعيدَاً .. بِعينٍ غَيرِ مُبصِرَةٍ
عن نَاقِصٍ قالَ أو عن حَاسِدٍ حَسَدَا
لا يُنكِرُ البَحرَ .. إِلَّا من بِهِ رَمَدٌ
إِن هَاجَ يَوماً غَدَا في مَوجِهِ زَبَدَا
ولَستُ أُنكِرُ أَهلَ الفَضلِ من شَرَفٍ
فَالقولُ إِنْ عَمَّ ضَاعَ الحَقُّ أَو فَسَدَا
لكِنْ .... لِكُلِ مَقامٍ تَنبَريْ لُغَةٌ
إِنْ رَامَتْ الحَقَّ لا أخشَىْ بِها أَحَدَا
وأَحسَبُ الحَقَّ أَنْ يُدنَىٰ لِمَنزِلَةٍ
كُلٌ على قَدرِهِ .. إِن قَامَ أَو قَعَدَا
ولَستُ في الشِعرِ إِلَّا مَحضَ مُبتَدِىءٍ
كَيْ لا أُعاتَبَ في غَيرِ الَّذي قُصِدَا
ولَستُ ذَاكَ الَّذي إِنْ قَالَ قَافِيَةً
ظَنَّ البَلاغَةَ قد مَدَّتْ إِليهِ يَدَا
لا أَدَّعِيْ الفَخرَ إِلَّا كُنتُ فِيهِ أَبَاً
أَو أَدَّعِيْ العِزَّ إِلَّا اختارَنِيْ وَلَدَا
••••••••••
بقلمي : 29.10.2021
محمد العُميَّان