مرَّتِ الناسُ جانبَ الطُّور قبلي
سَيُنادى عَلَيَّ حتى أُصَلِّي
لستُ موسى
ولا عصاهُ بكفي
أطفِئ النارَ كي أعودَ لأهلي
إنَّ أمي أولى بقلبي
وما كانتْ لتلقي في غامض اليمِّ مِثلي
إنَّ أمي بسيطةٌ مثل شِعري
يكتب الكون بعدها حينَ تُملي
أفلتتْ في يوم الرمال ضلوعي
أفلتتْ كفّها
فأسرَعْتُ رجلي
خبَّأتْ داخلي شراعًا وقالتْ
صافحِ الريح ذات شوقٍ
لأجلي
ها أنا الآن
أشرب الرمل شوقًا
ها أنا الآن
والنوارس حولي
( لمْ أعدْ
رغم أنني لم أعدّ
لكنَّ شيئًا يشدُّ للشرق ظلي)
يوم فرَّتْ أيائل الحظ قالتْ
لهفَ طفلي
وكيف بعدي ستُبلي؟
إنها عادةٌ لأمي
تراني ذلك الطفل
رغم كثرة خيلي
ليتَ خيلي لم تستفزَّ المسافاتِ
ولا حرَّرتْ ضلوعكِ نصلي
لستِ أمي
لأنَّ رحمكِ قصري
عندما كان يحكم القصرَ جهلي
أنتٌ أمي لأنك الآن أمي
أشرقي كي يسيلَ في الأرض ظِلِّي
لو تمرينَ أنفض الحزنَ عني
ينهض البدر من مقابرِ ليلي
يهبط الشعر من سمائي جريحًا
كوليدٍ عانى مخاضاتِ غِلِّ
ينزف النص فوق طاولة الخوف
فداوي بحضنك الحيِّ طفلي
كم يتيمٍ لولاك ظلَّ يتيمًا
يلبس البؤس كل عيدٍ ويبلي
حيث كنتِ النخيل فاض غناءً
كلما قلتُ جفَّ
أرْطَبَ نخلي
لا أراني وقد أطلتُ بكائي
غير طفلٍ صعبٍ بهيكل كهلِ
ثبتيني لأغرق النص سحرًا
فكرتي عنكِ فوق قدرة عقلي
أرجعيني حتى أعودَ خفيفًا
مثلما عاد من أتى الطور قبلي
•••••••••
د.محمد الأمين