« إلى الكادحين أبناء الأرض الذين يزرعون ويحصدون ولا تنال أيديهم مما حصدوا إلا كسرة الخبز »
تحكي السنابِلُ عن فَلَّاحِها قِصَّةْ
عَذراء لَكِنَّها قد أنْجَبتْ غُصَّةْ..
يُسابقُ الطَّيرَ صَحْواً و الحقولُ لها
مِنْ وَقْعِ أقْدامِهِ في عِشّقهِا رَقْصةْ..
كَعاشِقَيْنِ هما.. تاجٌ و جَوْهرَةٌ
أو أنَّهُ خَاتمٌ كانت له فَصَّهْ..
مٍنْ مَشْرِقِ الشَّمسِ طَوَّافٌ لِمَغْرِبِها
يرعى السنابِلَ قد أهْدى لها حِرْصَه
لا زالَ في حُبِّها يشدو بأغنيةٍ
يوم الحصادِ كَصَيَّادٍ أَتَى قَنْصَه
يَرعى الفقيرَ و لا يَنْسى لِحاجَتِهِ
أنَّ الفقيرَ له في مالهِ حِصَّة
و بَعْضُ بعضِ حصادِ اليومِ كان له
و كِسْرَةُ الخُبْزِ عند البائسِ الفُرصة
أَلَمْ تَر البعضَ قد يَسْبي سنابلَهُ
بِشَرِّ مالٍ له أو مِنْ دَمٍ مَصَّه
ما طابَ منها يَدُ الفَنَانِ تَصْنَعهُ
للدافعين وأخرى أبدعت رصَّه
تلك السنابِلُ حبَّاتٌ و سنبلةٌ
ذي للفقيرِ و أخرى آثرتْ لِصَّه
كَأنما حُرّْمَتْ في كَفِّ زارِعها
و ما سِواهُ له في نَفْعِها رُخصَة
تحكي السنابِلُ عن فَلَّاحِها خَبَرا
يُدمي القلوبَ إذا ما طَالَعَتْ نَصَّه
••••••
عبدالمجيد محمود