أسامِحُهُ؟
ألا يا سَما صُبِّي الرعودَ وأبرِقي
على خافِقي؛
لا بدَّ سَيلُكِ مُغرِقي
يكادُ فؤادِي مِ الضلوعِ يفِرُّ؛
إذْ أراهُ على بابِي؛
يقولُ:《ترفَّقِي!..
دموعِي لطولِ الهجرِ فاضَت بحارُها
ووهجُ الهوى أضنَى فؤادِي؛
فأشفِقِي
أتيتُكِ بالخفاقِ نوراً وألفةً
ونبضِي رهينٌ في غَياباتِ خَندقِ
أحنُّ إلى ماضٍ سقيناهُ صفوَنا
وأمسٍ مزَجناهُ بوجدٍ مُعتَّقِ
أحنُّ إلى ذكراكِ في كلِّ لحظةٍ
تُسلِّي فؤادِي في سهادِ تشوُّقِي
فعودِي؛
وداوِي نزفَ روحِي؛
وحطِّمي سجوناً أذابتنِي؛
وكالفجرِ أشرِقِي
خُذي القلبَ مشتاقاً لقربِكِ هائماً
وعُودي؛
ولا تُصغِي لعقلٍ ومَنطِقِ
غداً سوفَ ألقِي في يديكِ محبّتي
وأرويكِ من حبٍّ وشدوٍ مؤنَّقِ
أكفِّرُ عن ذنبِي؛
وأُنسيكِ جفوَتِي
وأهديكِ أهدابِي؛
وأُوتيكِ مَوثِقي
أرمِّمُ جرحاً في فؤادِكِ غائراً
أعوِّضُه عما اقترفتُ..
فصدِّقِي》
أصدِّقُه؟!
هل يَرجعُ النورُ
بعد ما انطفَا
في دياجِي قسوةٍ و تشُدُّقِ؟!
أصدّقُه؟!
أم أوقظُ العقلَ حارساً
يحذّرُ قلبِي من ليالِي تمزُّقِي
يذكِّرُه بالماءِ يخنقُ صرخَتِي
تسرَّبَ كالطّوفانِ من ثُقبِ زَورَقِي
أصدِّقُه؟!
يا نارُ هيجِي وأيقِظِي
حريقاً بجوفِ الروحِ؛
ما زالَ مُحرِقِي
أليسَ الذي أبكَى الوريدَ و سامَهُ
عذابَاً؛ وأرداهُ بزيفِ تملُّقِ؟!
ألمْ يَستبِح يا عينُ دمعَكِ؟
فاحذرِي!
ألمْ يَلْهُ بالقلبِ الصغيرِ كبَيدقِ؟
ألمْ يجتهِد في صَرمِ حبلِ مودةٍ؟
وتَسعَينَ -جهلاً- أن تَفِي وتُرتّقي
حذارِ؛
فمَن باعَ الودادَ بلحظةٍ
سينسَى مواثيقَ الهوَى المتدفِّقِ
أسامحُهُ؟!
هل تستطيعُ مدامِعِي
تُسامحُ سكيناً أطاحَت بزَنبَقِي؟!
أسامحُهُ؟!
لا بدَّ
-لو قُلتُ: إنّني
أسامحُهُ!-
أسعَى لِموتٍ مُحقَّقِ
_______________
عروبة الباشا