ــــــ ( ( بَـيْنَ مَـوْتَـيْـنِ ) ) ــــــ
أجِيئُـنِي الآنَ أوْ أغْتَـالُـنِي الآنَـا
ذَكِّـرْ ظِبَـاءَكَ بالضَّـوءِ الـذِي كَـانَا
خَـصَصْتُ بِالنَّـهرِ أشْـعَارِي ؛ فَلا أحَدٌ
إلَّا اجْـتَـبَتْـهُ مِيَاهُ النَّهرِ نَشْـوَانَا
لَسَـوفَ يجْـمعُـنِي بِـالضَّوءِ دفتَـرُهُ
وسَـوفَ يَـمنحُـنِي إِدرِيسُ بُـرهَـانَا
أنَـا ابْـنُ مَـنْ مَـلأتْ قَـلْبِي شعَـائِـرُهَا
وفَـارَقَتْنِي عَلَى العَـهْديْـنِ.. جَذْلانَا
أنْ أحفَظ اللهَ فِـي عُسرٍ، وفِـى فَرَجٍ
وأنْ أمُـوتَ.. بِأرضِ اللهِ.. إنسَانَا
واليَـومَ مَاتَ أبِـي، لا دمْـعَ يُسعِفُـنِي
فَـأستَـعِيدَ وَمِيـضَاً مِـنْ حَـكَـايَـانَـا
خرجْتُ مِـنْ سَـقَرِ الأوجَـاعِ أسألُـنِي
أتشْتَـرِي بِجَـلالِ الـذِّكْـرِ خُـسرَانَـا؟
لَئِـنْ بَكيْـتُ أبِـي قَـبْلَ الـرُّجُـوعِ لَـهُ
فنَـحنُ ـ أهْـلَ البَلايَا ـ الشَّوْقُ أَبْـكَانَا
يَـا شاعِـراً لَـقِىَ المَـوْتَـيْنِ مُحتَـسِبَاً
وَوَاجِـداً فِـي أكُـفِّ الدَّهـرِ قُـرآنَـا
قَـد عُدتُ، قُـرطُبَـةُ التَّاريخِ تقْـرَأُ لِـي
.. سِفْـراً فسِفْـرَاً ، وديـوَانَـاً فَـدِيوَانَا
" ولَّادَةٌ " و " ابْـنُ زيْـدُونٍ " يغَـازِلُـها
. . نُـونِيّـةً أَلْـبَسَـتْ فَـيْرُوزَ فُستَـانَـا
مشِيتُ للمَاءِ، قَالَ النَّاسُ: " أيْـنَ هُمُو
مَـنْ فَـسَّـرُوا الحُبَّ أفرَاحاً وأحزَانَا
خُـذْ مِلْءَ جَـيْبِكَ مِـنْ شَطَّـي نُـبُوءَتَهُ
.. ودَعْ يمَـامَـاتِـهِ يشْبَـعْـنَ أزْمَـانَـا
-----
بقلمي : عمرو محمد فوده
٧ جُمادَى الأولَى ١٤٤٣ هـ
١١ ديسمبر ٢٠٢١ م