هَطَلَت.. فليس لِمائِها قُـرَّاءُ
وأَتَتكِ راعِفةَ الجَناحِ، كأنها
شَـفقٌ.. عليه جهنّمُ الحَمراءُ
فإذا الوقوفُ أَمامَ بابِكِ شُبهةٌ
وإذا الدّخولُ جَريمةٌ نكراءُ
وإذا العِناقُ تَنهـدٌ، وإذا الذي
بين الضُّلوعِ كأنه صَحراءُ
وإِذا لِقاؤُكِ يا حبيبةُ يَنتهي
قبل اللّقاءِ، ويُعرَجُ الإسراءُ
وإذا العُروجُ إلى (فَضَاحةَ) باسِطٌ
يَدَهُ إِليَّ.. وما لها إِغراءُ
*****
سفرٌ كعادته يَطولُ، وليس لِلـ
ـضَّرَّاءِ فيه إذا انتهى سَرَّاءُ
سَفَرٌ يَشِيبُ به الجَنِينُ، ويَنحني
ظَهرُ الوَلِيدِ، وتُجهِضُ العَذراءُ
تَعِبَ الحَديدُ به... فما سيّارةٌ
إلَّا تكادُ تَقِيؤُها الصَّفراءُ
وأَنا تَعِبتُ مِن الوقوفِ مُنادِيًا..
خلفي (تَـعِـزُّ) ووِجهتي (حَوراءُ)
أَفَلا تَرَينَ الآنَ كم جَبلًا على
كبدي تَسِيرُ صُخورُهُ الغَبراءُ!
أَيَهُونُ عندكِ أَن أُرَدَّ، وخافقي
شُعَـلٌ إِليكِ، ومُقلتي عَبراءُ!
أيهون عندكِ أن يُفرِّق بيننا
عَدَمٌ يَصُولُ، وخِرقةٌ خَضراءُ!
خَفَقَ الجَناحُ إليكِ بَعدَ ثَمَانِيَ انـ
ـصَرَمَت، وعاد وشَوقُهُ إِزراءُ
ونأيتِ أَنتِ سَبِيَّـةً.. دُفِعَ ابنُها
فتَعانَقَ البَيّاعُ والشَّـرَّاءُ
وقصيدتي انكسَرَت عليكِ، ورَاعَها
أنَّ الدواءَ لِدائِها استِشراءُ
عَتَبِي على (الحَوبانِ) كيف يَصدّني
نَزِقًا.. وأَنتِ حبيبتي السَّمراءُ
وإِذا عَتِبتُ أَنا عليكِ.. فإنما
عَتَبُ المُحِبِّ -وإِن قَسا- إِطراءُ
___
"يحيى الحمادي"