ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيل أن الكلمات تقتل المعانى_ حين تُحدِدها و تؤطِّرها
و تضعها فى حيز و مســــــــاحة تقصُر عن لا تناهيها _
لكنها هنا مع هذا الفارس لا تقتل ،بل :
تلوِّن
و توسع من الآفاق
و تؤرجح البللورة ذات الأطياف
و تناجى قوس قزح
الموسيقى السيمفونية بحق هى قمة الجبل،و أعلى درجات
السلم فى الرســـــــــــــــــــم بتجريدها الكلى،فهى ترسم :
الحب فـــــى جوهره
و الحزن فى جوهره
و الشقاء فى جوهره
و التأمل فى جوهره
بعيدًا عن التفصيلات البســـــيطة التى تحيل إلى الماديات الوقتية
بارتباكات صغيرة .. هى تخاطب المعانى الكلية لذا كانت مكانتها .
هذه الكتابة لهذا الفذ اقتنصت هذه السمات و تعاملت بها ...........
ريشة ترســــــــــــــــــــــم الكلمات، و قلم يحرِّك رنات القيثارة .
ــــــــــــــــــــــــــــ
ها هنا تصوير هامس للواعج من هدتها هموم قســـــــوة الحياة
و ضرباتها الصارمة ......
الســــــرد يسير متئدًا كقصيدة من أسى تترك أثرها فى النفس
كأى حالة لعشرات أو مئات يماثلون تلك المأســـاة،و يرسمون
سيمفونية حروفية تخاطب الكلى و الجوهر .
تهنئة و تقدير للدكتور إياد الصاوي
________
" مَسٌّ مِنْ لَوْعَةٍ ..!! " .. د.مُهَنْدِس/ إِيَادُ الصَّاوي .
•••
لَمْ يَسَعْهَا الصَّبْرُ فِي قَبْضَةِ وَحْدَتِهَا ..
أَن تَحْلُمَ بِقَلَمٍ وَزَادٍ لِسَفَرٍ يَطُولُ ..!!
طُفُولَةٌ هَنْدَمَهَا الْوَقْتُ لِحَلْبِ الْمَاءِ مِن السَّمَاءِ ،
وَالرَّكْض بِأَقْدَامِ حِصَانٍ عَلَى طَاوِلَةِ الشَّطرَنجِ ..!
تَبْحَثْ فِي حَقْلِ التَّجَلُّدِ عَن مَدْفَنٍ يُوَارِي حُطَامَهَا ،
وَمَنَاعَةُ التُّرَابِ تَقْضِمُ نُتَافَ أَنَامِلِهَا وَتَعُودُ بِظِلِّهَا مُسْرَجَةً ..!!
صَرْخَةُ اِسْتِنْكَارٍ ..
لَا يَرُدُّ عَلَيْهَا أَحَدٌ إِلَّا وَفِي طَمَعِهِ شَهْوَةٌ مِنْهَا ..!!
مَضَتْ تُبَلِّلُ طِينَهَا بِدُمُوعِهَا مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ ،
دُونَ أَن تُحدِثَ صَوْتًا كُلَّمَا وَقَعَتْ ..!!
فِي رِئتَيْهَا مَكْنُونُ رَسَائِلَ تَفْهَقُ صَدْرَهَا ..
تُسرِّبُهَا زَفَرَاتٍ وَنَشِيجٍ ..
يَسْتَبِيحُهُمَا الْهَوَاءُ ..!!
أَفْوَاهُ جِرَاحِهَا الصَّامِتَة جِيَاعٌ ،
تَتَفَرَّجُ عَلَى مَآدُبِ السَّعَادَةِ الَّتِي تَوَاشَجَتْ - عَلَى اِسْتِحْيَاءٍ - بِبُلْغَةٍ مِن زَادٍ قليل ..!!
وَجَنَاحُهَا الْمَطْوِيُّ صَرْحٌ مِنَ الْحَنِينِ ،
وَالظِّلُ تَتَنَاهَبُهُ قَوَافِلُ النَّمْلِ تَتَفَاكَهُ بِنَخْرِ عِظَامِهِ دَؤُوبَةً ..!!
مِن نَّخْبِ كَاسَاتِ الشَّمْسِ الْمُشْعَثَةِ تَرْوِي ظَمَأَهَا،
تَتَزَلَّفُ إِلَى مِعْطَفٍ الظِّلِّ ..
يُدَثِّرُ بَقِيَّتَهَا فِي مِزَاجٍ مِنْ ..
خَشَبٍ قَبْلَ أْن تُورِقَ أَغْصَانُهَا ..!!
وَاعَدَتْ كُوبَهَا بِلِقَاءٍ ذَاتَ غَيْمَةٍ قَبْلَ أَن تَطْوِي الْأَقْدَارُ بَيْنَ جُفُونِهَا مَسَافَةَ الرِّحْلَةِ ،
إِذَا حُظِيتْ بِمِئْزَرٍ وَرْدِيٍّ ،
وَقُبَّعَةٍ مُسْتَعْمَلَةِ ،
وَأَذِنُوا لَهَا بِقَصِّ جَدِيلَتَيْهَا ..!!
------د. إياد الصاوي------