زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

«فرج» بقلم الكاتب/نزار الحاج علي.


 قصتي هذه ليست لأصحاب القلوب الضعيفة. 

فرج،،

----

أنا لم أنسحب من هذا العالم بإرادتي؛ لربما كنتُ صفحةً من رواية لم تكتمل، أو كومبارساً في قصةٍ نسيني كاتبها دون نهاية.

أكلمكم الآن من مكانٍ لم تلحظه الخرائط، من خارج الإحداثيات و من خارج خطوط الطول والعرض، وكذلك خارج حدود الوقت.


قد يبدو للبعض كلامي هذا غير منطقي بالمرّة، فيتوقف عن متابعة القصة، وصدقاً أنني لن أشيح بوجهي عنه، فقد تجمّد وجهي منذ زمنٍ طويل، على هيئة عيون متسعة الأحداق وفمٍ مفتوح. 


قد تتساءلون:

_كم من زمنٍ طويل؟!


_فأقول لكم أنّي لا أمتلك إجابة محددة، لربما منذُ قرونٍ طويلة أو من لحظات قليلة؛ لستُ أدري...الساعة المعلقة فوق الباب توقفت عن الحركة تماماً.


أتابع سيري في هذا الممرِ الطويل، و الذي بدا لي لأول مرّة وكأنه بلا نهاية.


_كم من الوقت مشيت جيئةً وذهاباً؟ 

_لا أعرف ولكني أعرف أنني مررت بنفس هذا الباب المغلق آلاف بل ملايين المرات.


انحيازي الحقيقي كان لهذا الممر اللامتناهي، وكنتُ على استعدادٍ للبقاء فيه للأبد، لكن فجأة خطرت على بالي فكرة أرعبتني...ربما يكون للأبدِ حافةٌ باردةٌ تحرقني...أو يكون وحشاً فاغراً فاهُ بانتظار أن يلتقمني. 

 

اقتربتُ مترددا من الباب؛ احتجتُ إلى بعض الدفع لأحرك مفاصله الصدئة، اندفعتُ مسرعاً؛ استقبلتني أصواتٌ تدعوني للدخول، لم أتأقلم مع فكرة البقاء طويلاً، لكنّي وجدتُ نفسي أخطو فوق الماء...تلازمني أعمدةٌ مسحورةٌ من حكمةٍ ومن نور، وأسرابُ حمامٍ...وأقواسٌ من ضياءٍ...خاشعاً بين الندامةِ والخضوع سرتُ، نحو المقام...أنشدُ بهاء الله.

•••

"نزار الحاج علي" 

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية