زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

نص أدبي_بقلم الكاتب/عبده الصلاحي.


 بمرور الوقت ستنضج إلى حد كبير

ستكره الثرثرة والأحاديث المطولة

ستميل إلى العزلة 

لن تهرع إلى فتح الرسائل الجديدة كما كنت تصنع في السابق

ستخيفك مكالمات الأرقام الغريبة ورنين هاتفك في ساعات الليل المتأخرة 

ستخجل من أن تسمع أغنية راقصة لأن قلبك قد غدا مقعدا بمرور الخيبة

ستغدو الرومنسية بالنسبة لك فكرة مستهجنة

والشوق معطفا فضفاضا ليس من اللائق لروحك أن ترتديه


ستفزعك تلك الشعيرات البيضاء في لحيتك

واتساع الهالات السوداء حول عينيك

ستتجنب النظر في المرآة ما استطعت الى ذلك سبيلا

ستلجأ إلى التحديق كثيرا في كاميرا هاتفك الأمامية

وستميل لالتقاط صور السيلفي كونها تخفي تجاعيد وجهك وترهل ملامحك

ستبكيك تلك الاشياء التي كانت يوما تفرحك

وسينكسر ظهرك من صديقك الأحب لك

ستخيفك الأعياد والمناسبات وستثقل متطلباتها كاهلك

ستتمنى حقا لو أنها لا تأتي 

ستلتزم الصمت في مواقف كثيرة وتميل الى العزلة

وتتجنب النقاشات اللا مجدية

ستفقد شغفك بأشياء كثيرة كنت تعدها في السابق مصادر بهجتك

ستغدو أكثر التصاقا بعائلتك وستصل لقناعة مطلقة بأنها طوق نجاتك الوحيد

ستفقد ثقتك بالكثير من اصدقائك وأقارب لك ظننتهم أنصاف تكتمل بهم ويكتملون بك

سيخذلك القريب قبل الغريب ويتسرب الجميع من بين أناملك

ستعرف بعد سنين طويلة بأن معادلة حياتك الصعبة لن يحلها سواك

 وأن الجميع يتغير بمرور السنين مع فارق التوقيت وارتفاع سعر الصرف

ستنكفئ على ذاتك دون شكوى أو تذمر أو عتاب 

ستواجه الصدمات والمصاعب بنصف ابتسامة ساخرة 

ستعقد هدنة مؤقتة مع الحياة

ستغدو أكثر مطالبك من الدنيا كأس من الشاي أو القهوة وعلبة سيجارة تنفث مع دخانها حزمة همومك

ستتجنب المهارتات مع شريك حياتك وتجنح للتنازلات رغم أنك لست مخطئا والذنب ليس ذنبك

فقط رغبة في عدم إطالة أمد الخلاف وإطفاء جمر الفتنة

ستحيل أحلامك للتقاعد لأن الأمنيات شاخت

وأوراق أيامك أوشكت على الذبول

تنخرك الهشاشة من الداخل 

ليسهل للحياة أن تلوي ذارعك وتكسر عود أيامك

ستكون المتفرج الوحيد على مسرحية جرحك

ورغم لهاثك المستمر 

تشعر أن الأشياء تهرب بعيدا عنك بعكس اتجاه رغبتك


كل هذا الشعور يصيبك بالتوجس والهلع

لكن ما يخيفك حقا هو أن يجتاحك النسيان فتشعر أنك قد هرمت حقا

ولم يعد بإمكانك تذكر الأشياء كما يجب

يحدث هذا حين يصادفك صديقك بالصدفة في الشارع 

تتلعثم خجلا وأنت تحاول أن تتذكر اسمه دون جدوى

فتناديه أحمد واسمه ماجد.


حينها فقط ستدرك أن العد العكسي حقا قد بدأ

وخريف التنازلات قد آن

تتنهد بحسرة وأسى 

وصوت داخلي خفي يهمس في أذن قلبك ساخرا: 

أصابك الإعياء يااااا أنــــت

وروحك لم تعد تحتمل المزيد 

فَلِمَ تُكابر!

•••

"عبدُه الصلاحي

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية