لأنَّ كَفَّ يَدِي لم تَعرِفِ اللَعِبا
أُقرُّ مُعترفاً أنّي وُلِدتُ أبَا
وأنَّني العاشقُ الولهانُ مِن صِغَر
وشاعرُ النَّيْرَبِ الخضراءِ مِن حَلَبا
وُلِدتُ فيها وظنّي أنّها وطنٌ
يحيا بها كلُّ مَن أبلى ومن لَعِبا
ومَن تَوَسَّعَ يُسْراً بعدَ معسرةٍ
ومن تولّى ومن يرضى إذا غَضِبا
وحينَ ضاقت على ظنِّي مذاهبُها
خرجتُ منها أريدُ الأمْنَ لا الذَّهبا
خرجتُ منها وفي شِدقَيََّّ أسئلةٌ
هل كنتُ مُغترباً أمْ صرتُ مُغتربا
زَمَّلتُ شَوقي بِرَقٍّ مِن نفائسِها
فأحرقَ الشوقُ ذاكَ الرَّقَّ ثمَّ خبا
كأنَّ شوقي لَعوبٌ إن عُنِيتَ بها
أوْرَتْكَ لَوماً وإلّا راوَدَتكَ صَبا
مهمةُ الشَّوكِ صَونُ الوردِ من عَبَثٍ
فكيفَ يُلقي على أعبائهِ التَّعَبا
كُنَّا لقائدِنا قطعانَ ماشيةٍ
يرجو حليباً ويشكو جُلُّنا السَّغَبا
حتّى تَحَوَّلَ ذئباً في حظيرتِنا
ووَثْبةُ الذِّئبِ لا تستوجِبُ الأدبا
وهوَ الرَّكوبُ تَوَلَّى حمْلَ راكبِهِ
تَسري عليه قوانينُ الذي رَكِبا
ما أكثرَ الحُمْرَ من ساداتِ أُمَّتِنا
كأنَّما فتنةٌ تَستدرِجُ العَرَبا
كأن ثوب الملوك اجْتُزَّ مِن ضَبُعٍ
تُهيبُ شاةً وتخشى السَّبْعَ إن وَثَبا
وليسَ بِدعاً على الأقوى إذا انتصرَت
قواهُ في غيبةِ التقوى ولا عَجَبا
فَمَن يَلِجْ حُجرةً مفتاحها نُسِخَتْ
مِن مثلِهِ نُسَخٌ فَلْينتظِرْ حَرَبا
ورُبَّ هائمةٍ أزرَت بِمُنتَبهٍ
لم يَعصِهِ العقلُ لكنْ وعيُهُ سُلِبا
أنا المُوَقِّعُ أدنى كلِّ قافيةٍ
عنوانُها الحقُّ لا تَعنو لمن غَلَبا
وهذهِ بصمتي في حرفتي عُرِفَت
والحرفُ يُومي إليها أينما كُتِبا
هتفتُ بالشِّعرِ وارْتَدْتُ السُّمُوَّ بهِ
كي يبلغَ المجدَ لا أن أبلغَ الرُّتَبا
___
شاعر النيرب/مجد ابوراس.