« تناسخ »
تَفَصّدَ قهرُه من جذور وحدته، ناولهُ الرصيفُ قلمًا، رسم على الجدار والديْه، نفخَ فيهما من روحه، مدت أُمُّه يَدَها، أمسكها وعينيه ترقبان خروج الحيَّ من الميت، طالبُوه ببعض بقرة.
••••••••
نجيب صالح طه
{ أمير البؤساء } - اليمن.
•••••••••
قراءة بقلم: الأديب / أسامة الحواتمة
نص رائع ولا يحتاج لصورة لأن الحروف أمهر من الريشة أو الفوتوغراف أحيانا
النص من زاوية رؤية ما هو صراع بين الممكن والمستحيل والمعجزة،
فهل الممكن يستطيع نيل المستحيل ليدحض المعجزة؟
أم الممكن يحتاج لمعجزة لينال المستحيل؟
هذه مشكلة من إشكال الصراع المحتمل ليقود التناسخ وربما (القدر) بتقليب الأدوار بين شخصيات الحدث لإعادة دورة تاريخها فيعيد التاريخ نفسه بتناسخ الأدوار،
وفي شبحية الأم والأب التي لم تفارق مكانية الحدث (رصيف الشارع) و على رصيف ذاكرة طفلهما يعيد تجسيدهما برسمة على ذات المكان الذي
وُلد فيه
أو قُتلا عليه
أو اقتاتا منه..
إنه الرصيف المأوى والملاذ والمدرسة واللامدرسة.. وقد يكون أرض لمعركة أو أول خطوة لألف ميل المسافات..
كل هذا الحدث رهين نفخة الروح أو ضربٌ ببعض بقرة.