في لحظة ما
•••••
ومرايا الصمت تعكس شحوب المشاعر
كلانا يقيس أبعاد المسافة على خارطة الغياب
يرتل أسفار العطر في محاريب الحواس
وبينما غيمة تمطر هناك على الضفة الأخرى للذاكرة
يبتل كلانا بالشجن
أنا أستمع لموسيقى الريح في أوركسترا الليل المهيب
وأنت ترقصين على مسرح الظل سحابة من دخان
أناملي تستجدي التواءات خصرك
وشفتاي تتهجأان بعض ملامحك
كلانا يفتش في أرشيف العمر الضائع
عن لقاء بلا أسلاك شائكة
عن سماء بحجم قُبلة
وأرض باتساع عناق
كلانا يبحث في سطور الأبدية عن جملة يكتمل بها معنى وجوده
وكلانا يفتش تحت كومة القش عن إبرة يخيط بها ما تمزق من شغاف قلبه في غياب الآخر
وعبثا يصمد الكبرياء في وجه الشوق
يجثو على ركبتيه أخيرا من فرط الإعياء
كملاكم أوجعته اللكمات المتعاقبة
ينهار أخيرا تحت أقدام الوقت
بعد أن أنفق كل ما في جيوب أيامه من غرور
في لحظة ما
وقوس قزح يحرس الشمس على قارعة المغيب
كلانا يتحسس وجه الآخر على المقعد الأزرق للقصيدة
أنت تحتسين قهوة الشعر بنشوة معهودة
وأنا أدخن تبغ الكلمات بأرستقراطية مفرطة
الرعد يعربد في مقاهي الصمت
والبرق ينضج بلورات الألماس في عينيك
وزهور كلانا تتثاءب ذابلة على رصيف الوقت
بينما الكثير من المطر يتساقط بغزارة في الداخل
••••••••
عبده الصلاحي