" الهاوية "
قرينُـك يابْـنَ آدمَ قَدْ تمادى
فحاذِرْ أنْ تَضِـلَّ وأنْ تُقـادا
لهاويـةِ المهالِـكِ وَيْـكأنَّ الــ
جِنانَ بذي المهالِكِ والمُرادا
نقومُ لمحشَرٍ ونُساق طُرًّا
ونأتي ربّنا الأعلى فُرادى
أخا الدّنيا كأنّكَ لستَ تدري
بـأنَّ النّــارَ تـتَّقِـدُ اتِّـقـادا
كأنَّ القاصدينَ لظىً شياهٌ
ضَلَلْنَ وليسَ يعرِفْنَ الرَّشادا
أمَا واللهِ إنَّ الشّاةَ تنأى
عَنِ النّارِ المؤجَّجَةِ ابتعادا
فحَسْبُ الشّاةِ تسلكُ خيرَ مرعى
وحَسْـبُـهُمُ مـِـنَ الزّقــومِ زادا
وفي يوم عبوس قمطرير
فريق في السعير هناك نادى
أيا أهل الجنان ألا أفيضوا
علينا الماء كي نَجِدَ ابْترادا
تفورُ ويَسْمعونَ لها شهيقًا
إذا أُلقوا وترتَعِدُ ارْتِعادا
تـكـادُ تميَّـزُ النّـارُ امتعاضًـا
وغيظًا إذْ توشَّحَتِ السَّوادا
فيا ويلي وويلَ أبي وأمي
إذا ما الذنبُ يسلُكُني ارْتِيادا
وإنْ لم يغفرِ الرَّحمـنُ ذنبي
ألا بُـعْـدًا لذنبـيَ مــا أرادا
إلى سَقَرٍ وساءَتْ مُسْتقرًّا
ويُخزى كلُّ منْ ظلَمَ العبادا
"إبراهيم العباس"