"وداع"
ضَمَّدتُ عَيني قبل أنْ نَتَودَّعا
فَتمازجتْ في الروحِ دَمْعتنا مَعا
قَبّلتها والحزنُ يضربُ خافقي
فاختَّلَ وزني لحظةً وتَجمَّعا
أعْطيتُها كتفي فألقتْ رَأسها
وتكادُ حَشرجة الجوى أن تُسْمَعا
ويطوف إصبعها الصغير بلحيتي
ويدي حجيجّ في شَعائِرِها سعى
قالت وداعاً فانتفضت كأنني
طفلٌ إذا حان الفطامُ تَمنَّعا
فارقتُها والشوقُ يَغلي في دَمي
وعلى شرايين الطريق توزعا
خلفي حكاياتٌ تطيرُ نوارساً
وأرى أماميَ مسربين تفرَّعا
عين تسافر في المجاز وأختها
تصطاد طيفاً في الخيال تَقطَّعا
وأنا المعذب في الغياب يزيد من
ألمي اختيارُكِ في القصائد مطلعا
••••••••
جاسر البزور
على هامش الخجل