زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة انطباعية في القصة القصيرة جدا(مسك) للأديبة: "منى عزالدين" بقلم كل من؛ الأديب: "رؤوف حدو" والأديب: "أحمد إسماعيل".


 قراءة انطباعية في القصة القصيرة جدا(مسك) للأديبة:
"منى عزالدين"

النص:

"مسك"

كانت سطورا غريبة، من كل حرف تغزل مشنقة ...

  انفلتّ بأعجوبة، وفي استراحة النقطة؛ سمعت شهيق الذكريات؛

لم تنجُ من ركلة سطر.


القراءة: 

إن الإيماض لهو من صميم الققج لكونه يخطف لب المتلقي في لحظة خاطفة، فهذا الجنس الأدبي ليس ذاك المسرود القصصي الذي يعبر بك من السعة للضيق، ويضفر ويفك، ويحيل الكلمة للشخصية لتتكلم حينا وتصف ماأحاط بالحدث.

والققج باعتبارها قطعة سردية مينميالية سيكون الفلاش و التركيز على لحظة ما(focus) أداة خادمة له ومن ثم الموازنة مع العملية التكثيفية للحدث بتكثيف زمانه وهنا نستحضر الإيماض كوحدة زمن لاستخدامها في التكثيف.

وحديثنا عن الإيماض واستخدام كاميرا القاص لالتقاط اللحظة-الحركة في الققج يجعلنا نفكر في الفلاش باك(لوجود الفلاش كعامل مشترك) كتقنية سردية تستخدم في الرواية والقصة القصيرة لخدمة الحدث من جهة، وإبعاد السرد عن الرتابة من جهة أخرى، وأحيانا لتشتيت أفق التلقي بايهامه بزمن غير الذي أريد له الحدث.

إن الققج التي بين أيدينا تسير بسرعة البرق في عملية تكثيفية للزمن بداية من العنوان المكون (ايهاما) من كلمة سبقت بثلاث نقاط، وأول مايخطر على البال هو جملة (ختامه مسك) وبذلك يتحقق الخط الزمني بكلمة ختام لنتساءل بعدها عن البداية.

ننتقل للمتن الذي يبدأ بجملة خبرية وصفية متبوعة بأخرى تفسيرية لها، لتأتي النقاط الثلاث من جديد كأداة حذف وتكثيف وإحالة، نكتشف أن ماأتى بعد أول جملة هو فلاش باك يسترجع سيرة حياة.

يتحول السرد بعدها ليجول بين مطبات السطور(كتاب الحياة) ليصل للنقطة والنقطة دلالة الختام لكن صوت الماضي يعود و مايفتأ يحوز على لب القارئ (الراوي المتكلم) لتبقى مكونا للخط الزمني لسيرة الحياة بالرغم من الخاتمة السعيدة(الانفلات و النقطة والعنوان). 

إن هذه الققج اللمعة التي تروي سيرة حياة بطريقة فلاش باك وبسرعة الضوء؛ تراوحت بين لحظات أشرف فيها الراوي المتكلم على الهلاك ولكنه نجا وبرغم من الذكريات التي تحاول من حين لآخر تعكير فرحة الخاتمة المسك لكن الذاكرة تبقى لاعبا مهما في الخط الزمني لأي حدث.

بقلم: "رؤوف حدو"

:::::::

ماذا لو رأينا النص ببعد آخر

بعد الكوميديا السوداء؟

فـ الـ(ققج) هنا في العتبة العنوانية تحتاج أكثر من تأمل

ف المسك الذي أتى بعد نقاط يترك خلفه كثيرا من الأسئلة

و المسك الذي حصر بالأقواس يضع الكثير من الأسئلة

ولحظة الختام التي انتهت بالختام بركة تحتاج لتأمل وكل علامة ترقيم وضعتها القاصة تحتاج إلى تأمل

ليس فقط لقولبتها في السرد الومضي

بل لتترك آثارها في أذن المتلقي وتقرأ صداه بين السطور

كفلسفة للكاتب في الحقيقة التي أراد أن يظهرها في لب المعنى 

معنى الكتابة والحقيقة التي نراها فيها و كيف أنها تكسر الحواجز

في معنى غربة الذات في الحنين و كيف يحلق بها براق الذكريات حتى وإن كانت واقفة فوق جمر المعنى.

قد تنهي النقطة أحيانا فكرة لكنها لن تصمد أمام شلال ينهمر بالشظايا 

تلك بالشظايا التي تركلك وتتقاذف حتى تستوي أنت أمامها كنوع من مسك الختام الذي يراقص ألمك 

تلك هي لغة النقاط التي أرادت القاصة أن يكملها المتلقي برؤاه

تلك حقيقة المسك عندما يكون بين قوسين

تلك هي لغة الومض حين تجعلك تتعربش على خفايا السرد لتلتصق بلب المعنى.

،،

تحية تليق بالقاصة أ. "منى عز الدين" التي رصعت النص بجواهر أبعاد الذات التي تنهشها أنياب الحنين.

شكر يليق بالكاتب أ. "رؤوف حدو" على قراءته

دمتما منارة لجمال الأدب.

بقلم: "أحمد اسماعيل" 

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية