زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

(مواسم الأعياد) بقلم/الكاتبة: فوزية بوبكري.


 مواسم الأعياد

،،

منذُ خمسين عاما ونيّف 

اشتريت ثوبا للعيد 

في لون شقائق النعمان

أحمر

زمن كانت الحقول والشوارع ملآى بشقائق النعمان

واشتريت شريطا لشعري في لون العشب

 أخضر

أيام كان العشب ينبت في الحقول،  

وفي العقول، 

وفي القصائد والأماني والألحان،

 في الشوارع 

بين مفاصل الصخور

 وفي كل مكان.

واشتريت أيضا من بائع الأحلام

حذاء فضيا كحذاء سندرللا

لما كانت سندرللا تسكن خيال طفولة تنتظر أميرا 

يعبر الأشواك ويتخطى المكان والزمان.


بعد خمسين عيدا ونيّف 

مازلت أحتفظ بين أشيائي المبعثرة

في احدى زوايا الذاكرة

ببعض نجمات وهلال 

بحلم للطفلة 

 التي لم تعد طفلة 

كبُرَت ، وظلّ الحلم طفلا 

 ينتظر غيمة 

يروم من الأيام ضمّة

ينتظر أن تثبُتَ الرؤيا

ويهلّ هلال العيد 

علّها ترحل حينها الكوابيس والاحزان


منذ خمسين عاما ونيّف 

والوقت حينها كان شتاء 

جاء العيد 

و الأعياد كلها كانت تاتي شتاء.

مُدلّلة هذه البنت 

قالت أمي 

ستكبر هذه الطفلة يوما وسيتعبها الغياب.

ولكني لن أكبر يا أبي!

قلتها وأنا أتبختر بثوب العيد 

الأحمر.


وبعد خمسين شتاءً ونيّف 

كبُرْتُ

تساقطت مني خطواتي والتهمتها الدروب

ها إني أراني أبتعد

وأراك تبتعد.

وكل الذكريات تنزف 

وكل الأحلام أضحت سرابا

تريث قليلا قبل الرحيل 

أعلم أنك كنت هناك

وبأنني أيضا كنت هناك

منذ عصور 

ويخطر ببالي سؤال

متى جاء المساء؟ 

ربما جاء لما كنا نتهامس ،

و نضحك ببراءة طفلين قررا العبور

العبور نحو عالم بأبعاد مختلفة

وأحلام مختلفة

وأعياد مختلفة.

 أو ربما جاء ونحن نتطلع للأفق البعيد

لما كنا ننتظر أن تأتينا عربة الساحرة

محاطة بالياسمين يقودها اربعة غزلان بيضاء 

أعلنت طيور السنونو عن قدومها 

فانسابت أحلامنا حريرا بين أيدينا 

أرجَعْتني حينها إلي نفسي 

وأوْقَفْتَ النزيف 

وسار عمري أمامي 

تبِعْته 

وتبعْتُ أمنية كدْت أنسى تفاصيلها 

فجأة كان الخريف 

وهل تأتي الأعياد في الخريف؟


واليوم وبعد خمسين عيد ونيف 

أتكئ على ذكريات الهزيع الأخير من العمر 

أسافر إلى أبعد مدى

وأتساءل 

مالها الروح لا تحزم حقائبها وتسافر معي؟

ويلح علي السؤال :

 كيف أتى المساء فجأة ؟

لست أدري 

مضى خمسون عاما ونيف وما زلت

 لست أدري.

ربما جاء ونحن نتهامس 

وننسج من الأحلام ثوبا للعيد أحمر 

أو ونحن نبحث عن العشب وشقائق النعمان.

كيف اختفى العشب و انقرضت شقائق النعمان؟

هل انتهت الأعياد؟

أم أن شهرزاد لم تحسن سرد الحكاية؟

...

"الأم فوزية" 

عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية