((الأم الحنون ))
بقلم:أ.عماد صالح
أتحبها .. ؟
أجبتُ بصمتٍ رهيب ...
صوت ضجيجٍ في الأعماق ....
وأضواءٌ حمراء و خضراء ...
وآلاتٌ تعمل ...
وأنا عاشقٌ أحملُ معول ...
وفلاحٌ عانقَ منجل ...
وآخرونَ من طين تربتها ...
سرقوا الكحلَ من العين ...
وسرقوا المعول والمنجل ...
واستحضروا روح القبيلة ...
وغيبوا الأشياء الجميلة ....
وأنا في حيرتي ...
بين الشكِّ و اليقين ...
والشوق والحنين...
على عتباتها أملي المفقود..
أصارعُ قناعاتي بوهمِ الصمود....
هل أنتِ حبيبتي ..؟
من بنيتُ لها البيت والمعمل ...
وأسقتني رحيق وجدها ....
وأهدتني بريق مجدها ...
ونمتُ قرير العين أزمنةً ...
ماذا جرى ..؟
أحلامي باتت حزينة ...
وذكرياتي الحاضرة أليمة ...
أيّ وقودٍ نحن لمرحلةٍ ...
أسيادها صمٌّ بكمٌ و عميان ...
وأنا الظمآن لحضن النسيان...
فقدت إنتمائي و صيرورتي ...
وأني من الأوجاع أثملُ و أثمل ....
وتدور بيني و بيني نقاشاتٌ ....
ما لون السماء ..؟
وملمس النسيم ....
وبوح الشجر ...
وهمس الحجر....
واللعب مع الفراشات .....
والصادرات و الواردات ....
والربح و الخسارة ...
والأحزاب و الديانات ....
وتفاصيل و تفاصيل ..
كانت أصغر ...
وكانت أجمل وأجمل ...
كيف لا أحبها ...
وهي الأم الحنون....
وهي الكحل للعيون ....
وهي أولى حبيباتي ...
وآخر حبيباتي.....
على يديها تعلمت الحياة ...
ورسمت كوخاً على النهر...
ووشمت ظلي على الأرض...
وقرأت بكل دفاترها....
أني الإنسان الأحسن والأكمل....
عماد صالح...