لاعب الشطرنج
رواية مترجمة
عدد الصفحات82
الكاتب
ستيفان زفايج أو زفايغ« 1881-1942» هو كاتب نمساوي من أصل يهودي، حصل على
الجنسية البريطانية بعد تولي النازيين للسلطة في ألمانيا. عاش متنقلا في أمريكا الجنوبية منذ العام 1940.
قرر ستيفان التخلص من الحياة وهو يشهد انهيار السلم العالمي وويلات الحرب العالمية الثانية فشعر بخيبة شديدة وتوترت أعصابه المرهفة فأقدم على فعلته دون وجل.
في يوم 21 فبراير عام 1942 جلس في بيته الفخم يودع معارفه بريدياً ويشرح لهم أسباب انتحاره وكتب يومذاك 192 رسالة وداع بما في ذلك رسالة إلى زوجته الأولى وبعد ذلك دخل ستيفان زفايغ وزوجته الثانية إلى غرفة النوم وابتلعا في لحظة واحدة العشرات من الأقراص المنومة وتعانقا بحنان.
وفي اليوم التالي اقتحم خدم المنزل غرفة النوم لتأخرهما بالاستيقاظ المعتاد ليجدوا الأديب وزوجته قد فارقا الحياة في عناق أبدي ودون إثارة ضجة ولم ينس الأديب أن يعطي كلبه المدلل جرعة كبيرة من المنومات فنام بدوره أمام باب غرفة النوم.
كان ستيفان متسرعاً في اتخاذهِ لقرار إنهاء حياته نتيجة حساسيته المفرطة وسلبيته، ولو انتظر عدة سنوات لشهد بنفسه عودة السلم العالمي واندحار النازية والفاشية معاً.
ولقد وصف نفسه بأنه كان "يهوديا بالصدفة". واشتهر بمقارعته للنازيةِ، وتُرجِمَت لهُ عدة كتب للعربية.
من رواياته المعروفة نذكر:
🖋السر الحارق
🖋 24 ساعة في حياة امرأة
🖋 الشفقة الخطيرة
🖋 آموك.
أحداث الرواية
رواية قصيرة أرسلها الكاتب النمساوي للناشر قبل انتحاره، ونشرت بعد وفاته سنة1943 وهي آخر ما كتب.
تدور أحداث الرواية على ظهر باخرة متجهة لبوينس آيرس، الشخصيتان الأساسيتان فيها لمسافرين على متنها" أميركو كزنتوفيك" الفتى المراهق الذي توفي والده البحار غرقا وظل هو يعاني من أوصاف ترمى عليه بسبب عدم أهليته وأميته وانطوائيته، إلى أن أكتشف أحدهم قدرته العالية على لعب الشطرنج بمهارة فاقت من هم أكبر منه وأكثر خبرة، ليغدو بطلا عالميا بهذه اللعبة.
المسافر الثاني كان" السيد ب" نمساوي من عائلة كانت مقربة من القصر الملكي وأمراءه فكانت هذه العلاقة وبالًا عليه، فقد تم اعتقاله بواسطة الأمن الألماني فور احتلال النمسا، ليتعرض لأشد أنواع العذاب النفسي.
خلق من الوحدة القاتلة والفراغ لعبةً لا يفقه بها شيء كانت نتاج ما أطّلع عليه من كتابٍ سرقه من أحد المحققين في سجنه.
لتدور اللعبة بينه وبين نفسه ذهنيًّا لمدة شهورٍ طويلة، حادث نفسه فبات أسيرًا للّعبة مصابًا بهوس الشطرنج ليسقط أخيرًا في حالة جنونٍ مؤقت دفع الألمان لإطلاق سراحه.
السيد ماك كونور هاوي شطرنج يقنع البطل العالمي لخوض نزالٍ واحد مع السيد"ب" الذي لم يجلس أبدًا أمام رقعة شطرنجٍ حقيقية.
يظل الراوي في الرواية مجهول الهوية.
- الرواية تتحدث عن مدى تأثير الفراغ على عقل الانسان ومدى صموده وقدرته على التحمل والتحكم في التفكير والحفاظ على توازن العقل والنفس.
لكنها شبيهة برسالة مشفرة بطريقة غامضة ولها هدف محدد وليست مجرد كتاب لتمضية الوقت، شعرت أن الكاتب يقصد نفسه ومعاناته بتجسيده لشخصية السيد"ب".
أعتقد أن رقعة الشطرنج ما كانت إلا ساحة معركة شبّه الجنود فيها باثنان وثلاثون حجرًا خشبيًّا تسير نحو حتفها.
لاعب الشطرنج" هي إنعكاس لما كان يعتمر بداخل تسفايغ بصورة مؤلمة و نهايتها قاسية.
إقتباسات
🕯نحن في الشطرنج كما في الحب، نحتاج بالضرورة إلى شريك.
🕯من البديهي أن لا شيء في العالم يعذّب النفس البشرية أكثر من الفراغ.
🕯عندما تكون فريسة لهوس ما فإنّ خطر الانتكاسة قائم دائماً حتى بعد الشفاء منه.
🕯بدا لي أنّ العقل غدا مستودعاً لقوى عجيبة ومنظّمة تعتمل داخله، وتبعد تلقائياً أيّ شيء يمكن أن يضرّ بالروح ويهددها، إذ كلما حاولت أن أتذكّر فترة اعتقالي أعتمت ذاكرتي على الفور، ولم أستعد شجاعة تذكّر ما حد لي إلّا بعد مرور بضعة أسابع.
🕯تشغِلنا الأفكار، تحتلّ أذهاننا دونَ توقّف، متّبعةً نفسَ النّسق. إنها بحاجة إلى نقطةِ ارتكاز، وإن بَدَت لنا مجرّدة.
🕯كانَ عليّ أن أجترّ أفكاري، حتى تخنقني، وأضطّرَ إلى لفظِها.
*******
🖋🦋تناهيد عبد الرحمن