مجرد !
القراءة تصنع العصامية...
" أحتاج إلى الصعاليك والخارجين على القانون والمغامرين والغرباء والمتمردين والذين يتساءلون ويغيرون القوانين ويقدمون على المجازفة، الناس الطيبون أصحاب المنطق السليم والرؤى النمطية ليسوا بشخصيات ممتعة تصلح للراوي"
إزابيل الليندي
--------------------
فالشخصية النمطية يتجنبها الراوي في اختيار شخوصه, إلا إذا اتخذ موقف الحياد، تاركا للمتلقي دوره في القصة وإشراكه بفنية من خلال السرد وبعيدا عن ما يريده الراوي.
لأن الحيادية خيار ، كمن يرمي الكرة في شباك المتلقي غير آبه لأي نتيجة.
لكن هذا يخالف رأي ألبير كامو حين قال " نحن لسنا إلاه نرى الأشياء بحيادية"
وهنا أيضا نستطيع القول، هل في اللحظة التي يريد فيها الكاتب أن يكتب ، يتخلى عن خلفيته، انتمائه، إديولوجيته...؟!"
أم كما يقال " نحن في الغالب لانرى الأشياء كما هي ، بل كما نحن"
فالفاشل يرى الناجح مارقا!
والكاذب يرى الصادق غشيما!
والسارق يرى الأمين جبانا!
كان من اللائق أن نرى ذواتنا من داخل ذواتنا، وليس من خلال الآخرين.
فالمجتمعات السوية تشجع الفاشل حتى ينجح أما المجتمعات غير السوية تعمل بالمثل الشهير " إذا عمت خفت "
ودَ الفاشل لو كل من يعرفه فاشل، فيرى ذاته في الآخر.
ود الفاسد لو كل الناس فاسدين ، فيرى ذاته في أترابه.
أما أهل الفضيلة ، الطيبون ، لايحدثون ضجيجا في المجتمعات غير السوية، و لا أحد يولي لهم قيمة ولا اهتمام ... وعندما يغادرون الحياة سيذكرونهم بالأفعال الناقصة ، أوالناسخة كأن يقولوا " كان فلان .....كان فلان ....كان فلان "
ولو حرص أصحاب الفضيلة على نشر فضائلهم.... لحرص أصحاب الرذائل على نشر رذائلهم أضعافا مضاعفة.
إخواني القراء لا تسافروا بعيدا ، فحياة البشر ترتكز على حبلين ، الواقع والخيال.
فلولا مرارة الواقع ، لما تحرك الخيال ..
فصعوبة السفر ، أنجبت لنا من الخيال الطائرة والسيارة...... إلخ
بقلم: رحو شرقي _ معسكر / الجزائر