زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: الأديب / أمير ٱلمۘدرسۜ _ في قصة « متوالية » للكاتب : نزار الحاج علي


 


قراءة الأستاذ: أمير ٱلمۘدرسۜ  


لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« متوالية » للأستاذ:  نزار الحاج علي


•••••••••


• تقديم


إن حالة التردي والتشرذم والانقسام والتناحر الذي تعيشه المنطقة والشعوب العربية اليوم بل منذ عقود،  قاد الى تدخل القوى العظمى، لاذكاء هذه لصراعات وتنميتها لأسباب مصلحية، مماجعل هذه الصراعات تتضخم  في المنطقة العربية، وتزداد بشكل متسارع خطير، تعدّت فيه حدودها الطبيعية المعقولة، مما أدى إلى صدام بقوة النيران، لم يراعِ حقاً إنسانياً كحماية المدنيين من الحروب وكوارثها، ولم تحفظ كرامة آدمية، لا لشيخ ولا لطفل أو لامرأة، فكانت الشعوب العربية حطب تلك المعارك، التي قدمت ومازالت تقدم الكثير، لا لذنب تستحقه، الا لكونها عربية، من دول العالم الثالث، وسيظل الضعف يستشرى فى الكيان الممزق الهزيل إلى أن تصل الكارثة إلى نهايتها، مالم يكن هنالك من حل. 

وإذا كان البعض يقولون إن التاريخ يعيد نفسه، ولكن مما يدعو للأسف فإن هنالك الكثير من الحمقى الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ.


• العنوان


" مُتَوَالِيَةٌ: مَجْموعَةُ مَقَادِيرَ مُرَتَّبَةٍ بِحَيْثُ إِذَا طُرِحَ أَحَدُهَا مِنَ التَّالِي لَهُ مُبَاشَرَةً كَانَ البَاقِي ثَاِبتاً لاَ يَتَغَيَّرُ.

عبارات جبريّة يرتبط كلّ منهاما عدا الأوّل بالعدد الذي قبله وَفْق قاعدة ثابتة، ومنها المتوالية العددية، مثل (12،13،14) والمتوالية الهندسية

في الرياضيات، اما المتتالية الهندسية هي متتالية عددية كل حد من حدودها بعد الأول يُحصل عليه بضرب الحد الذي قبله في عدد ثابت غير منعدم يدعى قدر النسبة، مثل (5.10,15,20) .

وهو اسم جمعه مُتَوَالِيَاتٍ، وبذلك فالعنوان مفرد، نكرة، غير فاضح، لأننا لم نحزر كنه هذه المتوالية ما لم نلج إلى النص. 


• الشخصيات والسرد


أن تعدد الشخصيات في القصة القصيرة، يضعف السرد، ويجعله مترهلاً، الا اذا استوجب النص ذلك، لكن قاصا متمكنا من أدواته الفنية، بل متمرسا مثل القاص نزار الحاج علي، ليس من الصعوبة عليه، أن يزج هذا العدد الكبير، دون أن يعقد الأمر، ويبقي القاريء، على إدراك كامل، بهذه الشخصيات وهو متفاعل معها. وهذه الشخصيات هي:

- الجدة أمينة، وزوجة ابنها(أم القاص)، الثاكلات لأزواجهن، وزوجة الحفيد(زوجة القاص) التي التحقت بهن مؤخرا. 

- ‏- الجد والابن والحفيد (القاص). 

- ‏ولقد جاء السرد على لسان الحفيد، سردا سلسا، واضحا، لم يتعب القاريء في طرح فكرته، لكنه تركه في حيرةٍ، من أمره في جزئية سأمر على ذكرها. 


• الزمكان


لم يحدد القاص، مكان وزمان قصته، لأن الأحداث موجودة في وقتنا الحالي، وكنا أيضا قد سمعنا بها عندما كنا صغارا، ونتلوها اليوم لاطفالنا، وترددها نشرات الأخبار يوميا، هي أحداث لبلداننا التي ما شهدت الاستقرار يوما، والطامعين من حولنا يتحينون الفرص للفتك بنا. 


• التحليل الفني والادبي:


إذا كانت أحداث قصتنا هذه ليست بالجديدة، لكن اسلوب طرحها الجميل هو الجديد، وهو الذي يعطي النص روحه، التي قد يقبلها أو يرفضها القاريء. 

القصة وان كانت كلمة العبور توجه الأنظار إلى فلسطين الحبيبة، الا ان أراها إنما تمثل الوطن بأكمله، لأن أغلب بلداننا تعاني من حروب أكلت الأخضر واليابس، وما زالت تطلب المزيد، وربما أراد بالعبور هو الانتقال نحو عالم الخلود، العالم الآخر، هذه المتوالية التي شملت الجميع بلا استثناء، الجدة، ثم زوجة ابنها، ثم زوجة حفيدها، بالتأكيد لم تكن متوالية عددية، بل كانت متوالية هندسية، لأن الآلام الفقدان ستكون متزايدة اضعافا مضاعفة، مع هذه الظروف الصعبة، التي يعيشها الإنسان العربي، وانا أتصور أن الشجرة التي كانت النسوة يجلسن تحتها، تمثل الأمل والنماء ، ومهما عَظُمت وكَبُرَت التضحيات فإن الأمل موجود. 

كما أن رمزية توالي الجد، ثم حلم الأب واخيراً بحث الحفيد عن والدة تعبر عن ديمومة الثورة، وتمسك الإنسان بارضه وتراثه الذي يرفض بأي شكل من الأشكال على تركه وان غلت التضحيات، ورمزية زوجة الحفيد الحامل، تشير بشكل أكيد أن الوطن باقٍ، وأنه ولاٌد للأبطال الذين يدافعون عنه، وإن حالة الولادة لم يشر لها القاص لأنها ربما متعسرة حاليا، لكن جذوتها موجودة. 

وقدم لنا حوارا في منتهى الجمال، والألم، دمعت له عيناي، في هذه الجزء منه:

_منذ أن أنتقلنا إلى هذا البيت، والجميع يرحلون واحدًا تلو الأخر، يبدو أن من بنى جدران هذا المنزل قد جبلها بالدموع!. 

فعلا رغم كل خيراتنا، لكن شعوبنا في حزن، فقر، تشرد، وضياع، في أوطاننا ونسكن خيم المهجر. 

وتركنا قاصنا الرائع أمام لغز يصعب تفسيره، تلك الجزئية الغامضة، التي استوقفتني(الآن أربعتهنّ يبكين بغزارة، حتى نبت نهرٌ عميقٌ. )، لكن القاص لم يشر الا لتلاتة فقط، لجدة وزوجة ابنها وزوجة الحفيد، فمن هي الرابعة، هل قصد الوطن الكبير؟ وعربيتنا التي ضاعت بعدائنا لبعضنا البعض؟ أم هو الموقف العربي الذي يقف متفرجا، أن لم يكن شامتا؟ ام هي رجولتنا ونخوتنا التي ماتت وقد اغتالتها زنازين السجون، واغتيالات المرتزقة، لكل من يتحدث عن وطن؟ ام هي الأمنيات في قلوب الثكالى؟ 

يمكن القول إننا أمام نص لانستطيع أن نصفه الا بأنه متكامل، فهو مفهوم المعنى للقاريء البسيط، بابعاده الكاملة الحقائق التي يطرحها، وهو َثمر ايضا للقاريء الذي يسبر أغوار النص، ويلتقط تلك الدرر التي قد يعجز القاريء البسيط أن يراها. 


•  الخلاصة


لقد قدم لنا قاصنا المبدع نزار الحاج علي، متوالية رائعة بأسلوبه القصصي المميز، وعذرا إن قصرت في جانب ما، وللنص الرائع عدة وجوه، ارجو ان أدركت جزءً يسيرا منها، رجائي له بالتوفيق الدائم، وإن نقرأ المزيد من إبداعاته.



••••••••••••••


القصة المقترحة لهذا الأسبوع بعنوان « متوالية »


للأستاذ القاصنزار الحاج علي


وهي القصة الفائزة بالمركز السابع في مسابقة


 القصة القصيرة في دورتها الثانية الثانية لعام 2020.



••••••••••••••••••  


« متوالية »




منذً صغري اعتدت على رؤية جدتي أمينة، وهي تجلسُ تحت شجرة الزيتون الكبيرة في وسط الدار، تضعُ كفيّها على وجهها وتنتحب.


في البداية كانت تبكي حزناً على جدّي الذي غادرنا ذات صباح، ثم أصبحت تجيبُ بغضب لمن يسألها عن سبب كلّ هذا البكاء:

_أنه غادر دون وداع.

لاحقاً أصبح جوابها أكثر حزناً:

_ لم يزرني في الحلم ولا مرّة. 


والدي أيضاً كان يُخبرنا عن أحلامه بالعبور نحو الجانب الاخر من الطريق، لذا في يوم حزين أنضمّت أمي إلى نفس المشهد، لكنّها على عكس جدتي لم تكن تبكي، بل أسوء من ذلك، لقد كانت تبتسم وكلّها ثقة بعودته سريعاً. 

عيناها لم تفارق باب الدار، كلّما أدار أحدهم قبضته، سمعنا صريره المكلوم يصدرُ من قلبها.


بعد مضي بعض الوقت بدأت الابتسامة في التحول إلى مزاج سيء، وأحيان صارت تظهر على هيئة صرخة تضيء نوافذ البيت عند الفجر.


 في الخريف الأول على مغادرته، تطوعت بالبحث عنه، لذا قررتُ العبور من نفس الطريق الذي سلكه.

عندما فتحتُ الباب، هاجمتني رياح عاتية، جعلتني أغمض عيني. 

ثم أخذت تصفعُ جسدي بقوة، لذا أغلقته بسرعة، وغادرتُ مثلهم دون وداع.


سمعتُ جدّتي تهمس لزوجتي الحامل بعد أن أنضمّت إليهنّ تحت ذات الشجرة الهرمة: 

_منذ أن أنتقلنا إلى هذا البيت، والجميع يرحلون واحدًا تلو الأخر، يبدو أن من بنى جدران هذا المنزل قد جبلها بالدموع!. 


الآن أربعتهنّ يبكين بغزارة، حتى نبت نهرٌ عميقٌ. 

على الضفة الأخرى انسدلتُ أنا وأبي وجدّي، نراقبُ بصمت...ولا نستطيع العبور.



•••••••••••••••••


 ‏

نقد وتحليل القصة القصيرة


 زمرة الأدب الملكية.


 فرع القصص.












عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية