زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قراءة _ بقلم: الأديب والناقد / محسن الطوخي _ في قصة « متوالية » للكاتب : نزار الحاج علي


 


قراءة الأستاذ القدير محسن الطوخي


 لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة


« متوالية » للأستاذ:  نزار الحاج علي



••••••••••••••••••



الجانب الآخر... التيمة تجعل القارىء يشعر بشيء من الرهبة. فهي تتحدث عن شيء مجهول. الفكرة الوحيدة التي يمنحها لنا النص عن هذا الجانب هو أنه كان يمثل حلما للأب. وتتميز الأحلام بتوق النفس للحصول عليها، لكن الراوي أقدم علي اقتفاء أثر أبيه كنوع من الواجب كما ينبغي للقارىء أن يفهم من الفعل " تطوعت ". كذلك لم يكن عبور الابن سهلا ولايسيرا. لم يمنحنا النص فكرة عن الطريقة التي عبر بها الأب والجد، لكن لنا أن نتخيل أن عبورهما كان بنفس الصعوبة التي جابهها الراوي. أظن أن فكرة وجودية عن الموت خايلت الكاتب، وأظنه قد أفلح في التعبير عنها بصورة تكافىء الواقع بشكل رمزي يمس الظاهر دون أن يتوغل إلى أبعد من ذلك. وهو معذور في ذلك، فمن ذا الذي يجرؤ على تخيل مايناقض التصور الديني عن الموت!. 

في الواقع أن كل ماصدر عن الراوي لا علاقة له بالهم الذي حرك قلم الكاتب. انا كقارىء أجد نفسي بإزاء عقل يتساءل بشكل جدي عن المكان الذي ذهب إليه على ( التوالي) الجد، والأب، والابن. 

هذا عن قضية القصة وتيمتها كما أظهرت نفسها لي. فماذا عن الفنيات؟

- لو أن ما تصورته صحيحا فكان من الأنسب جعل السرد على لسان راصد خارجي لا يعلم إلا مايراه. لأن الابن وقد لحق بالراحلين فقد علم. ومادام قد علم فكان عليه الإخبار.

- ‏- طبقا لتصوري للتيمة فموقف الجدة منطقي ومناسب للسياق، فهي تلوم الراحل على رحيله المفاجىء، وعدم زيارته لها في أحلامها، حتى إشارتها إلى من بنى جدران المنزل تبدو متوافقة مع الفكرة الوجودية، لكن موقف الأم التي تنتظر عودة الراحل يناقض تصوري إلا لو كان أصابها الرحيل بمس.

- ‏- استوقفني لفظ " جبلها " في حديث الجدة، فهو يؤكد ماذهبت إليه في تصوري للتيمة، إذ يتضمن اللفظ معنى الخلق.

- ‏- الجملة " أربعتهن يبكين بغزارة "...

- ‏هناك رابعة زائدة، فلدينا ثلاثة راحلين فقط. الجد، والأب، والابن. 

- ‏بعض الهنات اللغوية:

- ‏- أسوء / أسوأ

- ‏- عيناها لم تفارق/ تفارقا

- ‏- وأحيان/ وأحيانا

- ‏يملك الكاتب لغة معبرة، ولديه طلاقة، وسلاسة في السرد، وقد نجح في توصيل الفكرة رغم صعوبة الموضوع الذي تناوله. هذا لو كان تصوري صحيحا.

- ‏تحياتي للكاتب الأستاذ نزار الحاج علي. وللأستاذة مني عز الدين. ولطاقم إدارة زمرة القصص على الدعوة الكريمة.




••••••••••••••


القصة المقترحة لهذا الأسبوع بعنوان « متوالية »


للأستاذ القاصنزار الحاج علي


وهي القصة الفائزة بالمركز السابع في مسابقة


 القصة القصيرة في دورتها الثانية الثانية لعام 2020.



•••••••••••••••• 


« متوالية »




منذً صغري اعتدت على رؤية جدتي أمينة، وهي تجلسُ تحت شجرة الزيتون الكبيرة في وسط الدار، تضعُ كفيّها على وجهها وتنتحب.


في البداية كانت تبكي حزناً على جدّي الذي غادرنا ذات صباح، ثم أصبحت تجيبُ بغضب لمن يسألها عن سبب كلّ هذا البكاء:

_أنه غادر دون وداع.

لاحقاً أصبح جوابها أكثر حزناً:

_ لم يزرني في الحلم ولا مرّة. 


والدي أيضاً كان يُخبرنا عن أحلامه بالعبور نحو الجانب الاخر من الطريق، لذا في يوم حزين أنضمّت أمي إلى نفس المشهد، لكنّها على عكس جدتي لم تكن تبكي، بل أسوء من ذلك، لقد كانت تبتسم وكلّها ثقة بعودته سريعاً. 

عيناها لم تفارق باب الدار، كلّما أدار أحدهم قبضته، سمعنا صريره المكلوم يصدرُ من قلبها.


بعد مضي بعض الوقت بدأت الابتسامة في التحول إلى مزاج سيء، وأحيان صارت تظهر على هيئة صرخة تضيء نوافذ البيت عند الفجر.


 في الخريف الأول على مغادرته، تطوعت بالبحث عنه، لذا قررتُ العبور من نفس الطريق الذي سلكه.

عندما فتحتُ الباب، هاجمتني رياح عاتية، جعلتني أغمض عيني. 

ثم أخذت تصفعُ جسدي بقوة، لذا أغلقته بسرعة، وغادرتُ مثلهم دون وداع.


سمعتُ جدّتي تهمس لزوجتي الحامل بعد أن أنضمّت إليهنّ تحت ذات الشجرة الهرمة: 

_منذ أن أنتقلنا إلى هذا البيت، والجميع يرحلون واحدًا تلو الأخر، يبدو أن من بنى جدران هذا المنزل قد جبلها بالدموع!. 


الآن أربعتهنّ يبكين بغزارة، حتى نبت نهرٌ عميقٌ. 

على الضفة الأخرى انسدلتُ أنا وأبي وجدّي، نراقبُ بصمت...ولا نستطيع العبور.



•••••••••••••••••


 ‏

نقد وتحليل القصة القصيرة


 زمرة الأدب الملكية.


 فرع القصص.







عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية