ويأتي.. عيد ميلادِك
** قصيدة: ل ياسر الأقرع
شيطانَ شعري، هل نسيتَ الموعدا؟
يا منقِـذي.... ميـلادهـا يأتـي غَــدا
لا وقـتَ عنـديَ للتَّشـتُّتِ... مـا لها
كلُّ الخواطـر فجـأةً ضـاعت سدى؟
ما مرَّ بي معنى وصحت "وجدته"
إلا وجــنَّ جنــونُــه..... وتـبــدَّدا
ظهـرتْ مـلامحه فقلتُ أصـوغه
شعراً... فعضَّ أصـابعي وتمرَّدا
ووقـفتُ كالمجنـونِ بَعثـر حلمَـه
بلـغ النهـايـةَ.. فانتهى حيث ابتدا
* * * * *
شيطانَ شعري.. لا تقف متفـرجاً
أرأيت شـيطانـاً تَنَسَّـك... واهتدى
لا تلتمـس عـذراً.. فـوقتي ضيِّـقٌ
هَـبْ لي كلامـاً مدهشاً.. متفـرِّدا
أولـم تقل أنْ لا حدودَ لسحرها..؟
فَعَـلامَ تبـقـى خـائفـاً .... متـردِّدا
يا منقذي... هـا قـد دنـا ميـلادها
أَتُميت وقتَـك شـارداً متنهِّداً..!!؟
فأجابَ عِفريتُ القصيدةِ غاضباً
نثـرَ الكـلام مبـرِّراً... متـوعِّــدا
بالأمس ضيَّعني فضاء غرورِها
أترى تريد بأن أضيع مجدَّدا..!؟
ولهيب غَيرتِك الشَّـقـيَّة.. أحمقٌ
أنَّـى التفتُّ غـدا جحيمـاً أسـودا
أفلا تـراني بيـن سطوةِ سحرها
وجنونِ نارك كيف صرتُ مقيَّدا !؟
ميـلادهـا يعنيـكَ أنتَ... فـلا تَلُـمْ
واحمل شموعَك والقصيدةَ مُفرَدا
هي دفءُ صوتِك والقصيدةُ همسُها
وأنا وشعرك.. لـم نكـن إلا الصَّدى
* * * * *
آتٍ إذاً وحـدي... أشـيل قصيـدةً
ضاقت بها الآفاقُ واحتار المدى
غاباتُـكِ الخضـراء لغـزُ حضـارةٍ
لـم تُعـطِ يـومـاً للتيقّـن مـوعــدا
نثرتْ سلالَ نجومِها وعطورِها
شـعراً علـى غمَّـازتيـكِ تـوقَّــدا
أسرابها ملءُ السَّما.. وطيورُها
وَفَـدت إلـى أعتـابِ ثغـرك سُـجَّدا
حطَّتْ على شفتيكِ تسرق لحنَها
ومضت إلـى عينيكِ تطـلب مَورِدا
عيناكِ خابيتانِ مـن عسلٍ شَـهِي
لهما جنوني في الهوى.. ولكِ الفِدا
أنتِ... ابتكـار اللهِ فـي ملكـوتـه
أوحى.. فكنتِ.. فكانَ في الوردِ النَّدى
يا مَـن أتيتـكِ فكـرةً.. فصنعتِني
وجعلتِ شعريَ في المحافِل سـيِّدا
عمري الذي في مقلتيكِ نثرتُه
يحتاج ألـفَ قصـيدةٍ كي يُـولـدا
=====================