مهما بَكى الشُّعراءُ ، أَو كَتَبوا
مهما شَقُوا في الحُبِّ ، أَو تَعِبُوا
تَبقَ القَوافي فِيكِ قَاصِرةً
يا دُرَّةً حَارتْ بِها العَرَبُ
إِيمانُ قَلبي أَنَّ فاتِنَةً
سَبَتِ العُقولَ ، وحُسنُها عَجَبُ
تاهَ الأُلى فِيها عَلانِيةً
بالسِّرِّ عَنْ أَسوارِها انقَلَبوا
قد فاتَني عُمْري بلا هَدَفٍ
مُذْ كُنتُ أَجهَلُ ما هُمُ طَلَبُوا
ظَنًّا بأَنَّ الظَبيَ مَحضُ هَوىً
يَمضي ، ويمضي اللَّهوُ والطَّرَبُ
لكِنَّنـي أَدرَكـتُ ثانِيـةً
أَنَّ المَلاكَ هُناكَ يَرتَقِبُ
أَهدى إِلَيَّ عِتابَهُ أَسِفًا
فَتَراكَمَتْ بِسَمائِيَ السُّحُبُ
حاوَرْتُهُ ، صارَحتُهُ ، فَعفا
عَنِّي ، ودَمعي صارَ يَنسَكِبُ
ووعَدتهُ بِقَصيدةٍ وهَوىً
وقَليدَةٍ تَزهو بها الكُتُبُ
سُقيًا لِرَبعكِ يا مُعَذِّبتي
سُقيًا لمَنْ جاؤوا ، ومَن ذَهَبوا
سأَظَلُّ أَرعى العَهدَ مُصطَبِرًا
فَلَرُبَّما أَلقاكِ يا "حَلَبُ" !