« تَراتِيلُ العَبَث »
••••••••
- حُبٌّ مِن جِهَةٍ واحدةٍ هل يَبقىٰ؟
- يَبقىٰ.. يَبقىٰ!
- حَسَناً... هذا ما أَثبتَهُ قَلبي
مَن سَوفَ أقولُ لهُ يوميّاً بعدَ الآنِ:
صُبْحُك أُنشودةُ رُوحِي؟
مَن ذَوَّبني مثلَ المِلْحِ
ويَحسَبُ أنّ الحُبَّ رسائلُ تسليةٍ
تَمضِيةُ فَراغٍ عَبَثيٍّ؟
مَن عَلّمَ دَفترَ أشعاري أنْ يَتنفَّس
أنْ تُورِقَ حاشِيةٌ
ويُفتِّحَ متنٌ أزهارَ النّرجِس؟
مَن ألهمَ فيضَ بُحوري
حينَ أُلملِمُ بعضَ شَظايا بَعثَرتي
وأنسِّقُها وَفْقَ الحَرفِ الأوّلِ مِن آهاتي؟
مَن أطلَقَ أجنحةَ الليلِ
لتُواصِلَ أحلامِي رحلتَها
عبرَ حدودِ الغَمضِ
وخلفَ الصَّحوِ الواعدِ
في شُطآنِ شُرودي؟
مَن أوحىٰ لي أنْ أبتسِمَ
والخِنجرُ يَشكو
مِن خاصِرَةٍ الوجَعِ
أتنفّسُ مِنها الوَجْدَ المُتَرنِّحَ في أفُقي؟
مَن صارَحَني أنّي طِفلٌ
أبكي... أضحَكُ فوراً
حينَ تَمَسُّ الرّيحُ نَوافِذَ وِجداني؟
مَن غادرَني لمُجرّدِ أنّ المَوجَ مشىٰ رَهواً يَحضُنُ زَورقَهُ
وأنا في السَّفحِ
أحاوِلُ أنْ أغرَقَ في صَمْتي؟
مَن أَشعَلَ تَبغِي بِيَدي
كي أحرِقَ أشجارَ الرئتينِ
وأصنَعَ بعضَ الدّفءِ لعاصِفَتي؟
مَن حاوَلَ أن يُقنِعَني أنّ جنوني
ليسَ كمِثلِ جنونِ العشّاقِ
وهْو يلاحظُ أنّ رماديْ أكثرُ ألَقاً في واحتِهِم؟
خُذْ أشياءَك وارحَلْ
لكنْ لا تأخُذْني بينَ الأشياء
دَعني... سأظلُّ هُنا مصلوباً
نَهبَ الطُّوفانِ يُداهِمُني
مِن كلِّ الأنحاء!
سأُحاوِلُ ألّا أشعُرَ بعدَ الآن
لن أكتُبَ شِعراً !
ولِمَن أكتبُهُ؟!
لا يُوجَدُ مَن يَقرؤهُ غَضّاً
مَلفوفاً بشِغافِ الليلك!
لا يوجدُ مَن يَفهَمُ أحرُفَهُ
ويَفُكُّ نَحِيبَ النَّبضِ!
لا يُوجَدُ إلّا مَن يَدفِنُهُ
في ذاكرةِ النّسيانِ الأبديّ..!
•••••••••••
محمد محمود قاسم.