تَنَهَّدتُ فاشتَدَّ رَجعُ الصَّدَى
كأنّي أُقَرِّعُ وَجهَ المَدَى
وأطلقتُ مِن جَوفِ جَوفي أُواراً
كَمَن يَستَفِزُّ انتِقامَ العِدَى
ولاطَمتُ نَفسي بِنَفسي كَمَوجٍ
يَكادُ مِنَ الجَهدِ أن يَسجُدا
تَبَرَّأتُ مِنّي لأنّي كغَيمٍ
لأهطُلَ أختَرِعُ المَوعِدا
أنا حالةٌ يَئِسَ اليأسُ مِنها
فمَدَّ ألى المُستَحيلِ يَدا
أيا قلبُ ما لكَ في العِشقِ بَختٌ
فما لكَ تَحتَرِفُ الأبجَدا
قَتِيلٌ بِغُنجِ الغَواني وكَهلٌ
وما لكَ في الغُنجِ إلا المُدَى
وتُبحِرُ في شَيبةٍ ما استَقالَت
مِنَ العِشقِ لَكن هَوَت في الرَّدَى
إذا سُجِّر البَحرُ في خَدِّ أُنثى
فأنَّى لنارِكَ أن تَخمُدا
•••••••
عبدالعزيز الصوراني