الثابتُ المتحوّل ..
عمر حمّش
•••••
المقبرة ..
ليس أكثر من هيئة المقبرة تمنحك راحة!
مجذوبٌ، أمْ مختل؟
يا حارسَ الأسرار المعلّقة على رؤوس القبور الجامدة ..
ومن يعرف سواك؟
الصمتُ مُريحٌ في فردوسِ أشواكٍ، بلا ضجيج، ولا صوت ..
المقبرة .. المقبرة
هنا يهوي الراحلون؛ ثمّ يتفتتون ..
والزواحفُ حرّة تلهو ..
والسماءُ تظلل سرمديّة مشهد السرّ العميق ..
والغامضُ سيد الموجود الذي كان، وكل الذي يكون ..
وأين يذهبون؟
الأجساد راضيةً تأتي؛ لتنزل مستسلمةً من أيدي الرجال،..
وخارج هذا السور المهشم غيلانٌ، وداخله تسليمٌ كاملٌ بالغموض..
وكم من ملايين السنين؟
وكم مرّ من حيوانٍ، أو زاحفٍ، أو بشر، وكل ما نما من شجر ..
هنا تنتحرُ الضوضاء أسىً ..
والصمتُ يصحو؛ ثمّ هو الآخر يعودُ يموت ..
المقبرة .. المقبرة
شوكٌ وحجر .. رملٌ، وصمتٌ أليف، وأنت الذي تجثو، ويمرر الصمتُ لقلبك الذبذبات ..
عيناك ترنوان في ثابت السماء، وما تجرأ من غيومٍ ..
تنذرك ريحٌ، ويبللك مطر .. يدفعانك متثاقلا، وأنت تقوم ..