قراءة النصّ
بقلم شيخ النقْاد الأستاذ: أحمد طنطاوي
---------
لعبة هى حقًا...
لكنها لعبة خطرة للغاية , و قد تنتهى بقتل هذا
الذى يبدو فى صـــــــور متعددة فى مضايقة
متعمدة .
ربما هو الجنـــــــون , لكن ، لا فرق فى هذه
الغرفة بين الصحة العقلية و الاعتلال و الخلل ،
فكلنا معتوه فى هذا الحصار و هذا الحشـــــــد
من مرايا الكشف و الفضح اللعين .
..............
النص نموذح عال للقصـــــــــة القصيرة جدًا ،
و هى درس للراغبين فى التعلم .
-----------------------
~ النصّ ~
قصة قصيرة جداً
« لعبة »
بعد أن ألبسوه التاج، وضعوه في غرفة مليئة بالمرايا.
تقدم قليلاً للأمام، ثمّ تراجع نحو الخلف، أمسك بخاصرته ثمّ تمايل، نقرَ بأصابعه على الزجاج، ضمّ شفتيه، تلاعب بحاجبيه، تأمل وجهه طويلاً...ثمّ راح يضحك.
الآن هو متعب، و يحتاج أن يتوقف؛ عليه البحث عن كلّ هذه الصور...التي تتعقبه منذ الولادة.
--------
نزار الحاج علي
----------
شكرًا الأخ الصديق العزيز
أستاذ: نزار Nizaar Gobokai
...........................
المرايا مشكلتنا الوجودية × فهى واقع موازٍ
فى مقابل الواقع الأول ، و قد تتبادل مكونات
الوهم و الحقيقــــــة بين ( الواقعين ) و يقف
الإنسان حائرًا بينهما فى ســــــــــكون أبله
متأرجحًا .
حذروا كثيرًا من كثرة النظر طويلا فى المرآة،
و قال " كامو " أن معنى اللامعقول نراه فى هذا
الموقف ...
هذا ( الكائن ) الواقف أمامى محدقًا فى صمت
يقلد حركاتى بشكل مستفز يؤجج الرغبـــــــة
فى كســــــــر المرآة و تحويلها إلى شظايا ثم
وطأ الشظايا بالحذاء .
هذه الرغبة النارية مرجعها آلام الاكتشـــــــاف
المزعج لأنغسنا و تســـليط الضوء على زوايا
نريد لها البقاء فى مواقع الظلام و الحلكة الكاملة ..
••••••••••••
أحمد طنطاوي