في معارضة شعرية قلت:
عرّج على الشّرقِ واذكرْ عهدَ من كانوا
شمَّ الأنـــوفِ لهم عــــزٌّ وسلطــــــــانُ
واذْكر غطارفةً والمجدُ ألبسهم
خضرَ الطيالسِ والدّستورُ قرآنُ
كانُوا هنا وعيونُ الدّهر ترقُبهم
مبهورةً وزمانُ الأنسِ ريّانُ
بنو أمية هل عوْدٌ لسالفــــــةٍ
منَ الزّمان بها زهوٌ وعمرانُ؟
تفرّقَ الشّملُ شملُ العُرب إثرَكـــمُ
وأصبحتْ رهنَ أهلِ البغي أوطانُ
مضتْ بكمْ غُرّةُ الأيّام وانصرمتْ
كأنّها حلُـــمٌ ضمّتهُ أجفـــــــــــانُ
لا القدسُ قدسٌ ولا الفيحاءُ نعرفُها
ولم تعدْ كقديمِ العهدِ بغــــــــــــدانُ
تَبكي السّعيدةُ إذ تَبكي مآذنُنا
وليسَ للفرَحِ المأمـــــولِ أذّانُ
يا أختَ بلقيس ضمّينا على مِقةٍ
فقد تعبنا وما للصّبرِ إمكـــــــــانُ
وساكنُ الشّام ردَّ اللّهُ غربتَــهُ
نبَت به أرضُه واشتدّ عدوانُ
أخو الجميعِ ولكنْ لا وجيعَ لهُ
كيوسفٍ سامَه بالغدر إخـوانُ
في جبِّ محنته ألقتهُ ثُلّتهم
ما ثمّ سيارةٌ مرّوا وأعـــوانُ
القدسُ -ياويبَها- في القيد عانيةٌ
وصانعُ القيد جيرانٌ وعربـــــــانُ
سجّانُها ليس صهيونا وشيعتــهُ
بل أهلُها مُذْ على أعدائهمْ هانوا
والمغربُ العربيُّ الآن مرتبكٌ
مازال مفترقاً تشقيهِ أضغانُ
والدّارُ في مصرَ أقوَتْ إذ تسنّمها
مستتْبعٌ لرؤوس الغَرب مذعـــانُ
هذي مدائنُنا في كلِّ ناحيـةٍ
تعتادُها محَنٌ كُبرى وأحزانُ
في أيِّها مأتمٌ مُدّت سُرادقُهُ
لنعيِ أُمّتِنا والنّعيُ شنْـــــآنُ
يا أُمّةً بكتاب اللّهِ قد رُفعــتْ
إلى الثّريّا متى يُعليكِ إيمانُ؟
بشائِرُ النَّصْرِ نَتلوها بِمُحْكَمِـــــــــهِ
كوني الإمامَ لذي الدُّنيا.. كما كانوا
-----
"فاطمة الزهراء غربي" / الجزائر
9 أيلول2021