-دموعٌ خجولة-
-----------------
زجاج ُ النوافذ ِ أضحى سجلاً
أرى في مداه ُ
فصول َ الحياة ِ
حُـروبـاً و سِلماً
أرى فــي مــَـداه ُ رماد َ السنين
ويصدفُ أن تستعيد َ المرايا
وجوهاً طواها
الأسى و الحنين
تناديهمُ
لا رُدودَ كأنْ لا وجودَ لهمْ
تُسائِلُهم ْ
ليس ثَمَّ صدىً للسؤال ِ
ولا مِن جواب ٍ له ُ
تناجيهمُ
ليس َ مِن سامعين ْ
ويحدث ُ أنَّ
الشموعَ تــُـوارِي
دموعَ احتراق ٍ على الشمعدان ْ
و تسكب ُ نوراً
ليُـشرَبَ نخباً
و تفنى لتُبقي على الأقحوان ِ
يُنادِم ُ تسهيدةَ الساهرين
ويحدث ُ
أنَّ صراعَ البقاءِ
يكون على الأرض أو في السماء
ومن يملكِ الغيمَ ليلاً سيُمطِر ُ
لكنهم آثروا الإنتقاء
أرادوا احتكار َ النَّدى والرذاذِ
رَحيق َ الورودِ نسيمَ التلالِ
جمال َ الصباحِ و بوحَ المساء ْ
لِـيَـمضي السحاب ُ إلى البحر ِ حـَـبـوَاً
وما ثَمَّ رِيٌّ ولا شاربين ْ
وثقنا بهم فوق كل الحدود
فتحنا الكتاب َ فها سرُّنا
قد بدا للعيان ودون قيود
أنهارَ خمر ِ كُرومِ الجبال
حلاوةَ أثمنِ ما في الحياةِ
كلاماً و معنىً يضاهي الخيال
وازكى عطور ٍِ لأبهى ورود
فعاثوا فساداً بسر البهاءِ
و باحوا بذلك للمارقين
زجاجَ النوافذ ِ لا تحزنَنَّ
وكفكف دموعَكَ
كُفَّ الأنين
فإني وإياك َ محض ُ مرايا
تمر ُّ بنا
صُوَر ُ الراحلين.
"عدنان أبازيد"
-----------------
1/10/2021