« ألوان »
-----
يا غازياً روحي..
ترفَّقْ بعينٍ باتتْ ترقُبُ الفجر لتَشهدَ رياض الورد على وجنتيك، وتمثُلَ في محراب النقاء كلما أطلَّ شعاعُ الشمس فتلمع قطرةُ الندى على جبين الياسمين، وصلاة الحب تؤذِّنُ لها جوقةٌ تجمع من كل الطيور زوجين، والدُّوري يتقدَّمها بعزفه المنفرد، كلما صدح لحناً يُرَجِّعُ خلفه الأفقُ صدىً يجوبُ المدى، كأنَّ النورَ يُسمَع، وكأنَّ الغناءَ هواءٌ تنشقه مياسمُ الجوري، فأنَّى للقلوب صبرا على قطع المسافات، وكيف للأقلام صمتا على سطر الكلمات.
امدُدْ يديك مع يدي نزحزحْ تلك الكاف الراسخة في (هناك) حتى تَسقُطَ في الندى، ويلتقي القلبُ بالحب هنا حيث يُولد طفلُ الهَنا بعد مخاضٍ سرمدي.
لا تغمِضِ الجفن هنيهة فيكتحل النورُ بسواد الانتظار، ولا تسدلْ غُرَّة الصمت على جبهة اللقاء فكم قُتِلَ الشوق بكلمة لم تنطق، ثم أمِطِ اللثام عن ثغر الأحلام، حتى ينذابَ الحُلمُ في كأس الحقيقة، ولا تخشَ وشاية الكأس فالكؤوس للثمل صديقة.
يا غازيا روحي..
تمهل، تعجل، اضطرب، اهدأ..
ولا تسَلْ عن أمسي لا..
ولا تترقبْ غدي لا، أنا وأنتَ وهمٌ بلا لون، مرسومٌ في لوحة النسيان، يسجنُنَا معا إطارٌ من ضباب ودخان....
•••••
سيد عفيفي