أفكِّرُ بالخيامِ وباليَتَامىٰ.
وبالحزنِ الذي فينا تَنامىٰ.
وبالأحلامِ نبنيها، ولكنْ
رياحُ الظُّلمِ تجعلُها رُكاما.
وبالشّوق اعتلى محرابَ روحيْ.
وأذّنَ للّقاءِ وما أُقَامَا.
وبالصّقر الّذي سَجنوهُ مَكرًا.
وبالدّيكِ الّذي أضحىٰ إِمَامَا.
وبالقردِ الّذي أمسىٰ غزالاً.
وبالغربانِ قد لَبست حَمَامَا.
***
وننظرُ للوراءِ بغيرِ هديٍ
كأنَّ العينَ لَم تخلقْ أمَامَا.
ونعجنُ من دقيقِ الأمسِ خبزًا.
ونجترُّ التواريخَ العِظَامَا.
وننسجُ مِن صدى الماضينَ ثوبًا.
فلا حرًّا يردّ ولا رِهَامَا.
وندرسُ بيدرَ الأيّامِ شوكًا.
وكُنّا قد زرعناها خُزامىٰ.
ونشربُ إِنْ وَرَدنَا الماءَ طينًا.
ويشربُ غيرُنا ماءً مُدَامَا.
وما خَرَّتْ جبابرةٌ سجودًا
إذا طفلٌ لنا بَلَغَ الفِطامَا.
يتبع....