لِأَنَّ حُبَّكِ...رَغْمَ الجَمْرِ...غَرْسُ يَدِي
عادَ اللَّهيبُ إلی قلْبي وَلمْ يَعُدِ!!!
عادَ اللّهيب إلی المَفْتونِ بِامْرأةٍ
تَسْتبْدلُ التُّوت والتُّفّاحَ بِالكَمَدِ
وَلمْ يَعُدْ...
رُبّمَا..
أوْ عادَ معْتكِفًا..
يَخْشَی:
عَلی شطْحةِ الصّوفِيِّ منْ جَسَدِي
عَلی بِحارِيَ
أنْ تجْتاحَ مرْفَأهَا
سَفاٸنُ الخَوْفِ
والإحْباطِ
وَالبَرَدِ..
يَخافُ منْ حجُبِ الرٶْيَا إذا كشَفَتْ
عمَّا يخطِّطُ لوْحُ الطّينِ لِلحَسَدِ
يخافُ جدّا
علی طفْلِ الجَنوبِ بِهِ
علی جحيمِ شَمالٍ
دارَ في خلَدِي
علی خُدوشِ فُراتٍ
منْ صدَی لُغتِي
وَدمْعةِ النّيلِ
حتّی مطْلعِ الزّبَدِ..
فَتّشْتُ عنِّي..فكانتْ أُمّ مشْكلَتي
أنْ عاشَ قلْبي بِلا سقْفٍ ولا عَمَدِ
أوْ أنَّ درْب حبيبي لا رَغيفَ لَهُ
أوْ ربّمَا صغْتُ عيْن الحُبِّ بِالرَّمَدِ
لوْ سالِ دمْعُ مُحبٍّ مَا
شُغلْتُ بِهِ
كأنَّنِي أمّ مُوسَی
في هَوی الوَلَدِ
كمْ كانَ قلْبي ملاذَ المُحْتمينَ بِهِ
وهاهوَ اليوْمَ يشْكو قلَّةَ السَّنَدِ
أمْشي كفيفًا كحلّاجٍ يذوبُ دمًا
والنطْفةُ الاُمُّ والحوّاءُ مُعْتَقَدِي
سفينَةٌ منْ يدِ الطّوفانِ أغْرِقهَا
أنا ابْن نُوحِكِ.. لمْ أولدْ ولمْ أَلِدِ
والماءُ ينْخرُ صلْصالًا ألوذُ بهِ
فكيْفَ بِنْتِ.. وأحْداقِي بِلا بَلَدِ
لوْلا الهوَی..
ما اسْتمَدّتْ منْكِ ذاكِرتِي مُشْطَ العجوزِ
وما ألْقی بهِ مَدَدِي
ولا تكَوّرَ عرْش الحبِّ في دمِنَا
ولا سرَی الشوْقُ بيْن الضِّلْعِ والكَبِدِ
يا برْزخ الجُرْحِ...
يا أحْلی مَنِ ارْتسمَتْ دفْٸًا معَ الروحِ
مذْ أطْعمْتهَا عَضُدِي
نحْوَ المجازِ يَشقُّ القلْبُ منْطِقهُ
لِيُشْعلَ الكوْنَ في خدّيْكِ.. فَاقْتَصِدِي
لي في سماٸكِ..
شمْسٌ لا أُشتِّتهَا
لي في جُنونكِ..
ما يرْقَی إلی السُّهُدِ
وذِي شفاهُكِ نبْراسٌ لِأوْردةٍ
يُهدْهدُ الصُّبْحَ منْ عيْني إلی الرَّشَدِ
سَلِ المسافَةَ عنْ ضوْءٍ تَصَفَّحَنَا
كَأنّنَا وَهبوطُ الرّوحِ في صُعُدِ
سَلِ الهوامِشَ عنْهَا..
عنْ طلَاسمِهَا..
بوْحُ الهوامِشِ
في أحْضانِهِ عَدَدِي!!
واليوْمَ لمْ يبْقَ لي إلّاكِ يا وَجعِي!!
وَطيْف حُلْمٍ إلی الوجْدانِ لمْ يَفِدِ!!
وبِضْع قلْبِي..
رٶًی للْحالمينَ
تكَسّرتْ
علی
أرْخبيلِ
العشْقِ
والأَبَدِ!!!
يَحكُّ سِرًّا بِأَظْفَارٍ وقدْ صَدِيَتْ:
أَيُّ الفَرِيقَيْنِ مَحْرُومٌ مِنَ الجَلَدِ
-جلال بن روينة-