قصيدتي التي ألقيتها في احتفالية قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة الموصل . احتفاءً بيوم الضاد .
...........
(طرقات على باب الفراهيدي) :
.....
أُنادي .. كم كبيرٌ من أنادي
ويابُعد المنادى والمنادي
.
لجأتُ إليكَ تنزفني الحكايا
وفي شفتيّ سردٌ شهرزادي
.
ولافجرٌ ولا صيحاتُ ديكٍ
تنبه شهريارَ إلى الرقاد
.
أنا ليلاتكَ الألف اللواتي
منحنَ الحبّ فاكهة النوادي
.
أتيتك آخر الشعراء أتلو
سطور الشوقِ من ورق الفؤادِ
أحبّ تطرّفي في حب ليلى
ولا أرضى الوقوف على الحيادِ
***
نبيّ الوزن.. يا ميكالَ مشيي
سألتكَ بالزحاف وبالسنادِ
.
أضئ شفتيّ، واجبر كسر صوتي
وطلّ على خطايَ وخذ قيادي
.
عروضيّ ورثتُ الوزنَ ظبياً
رشيق القفز معسول العنادِ
.
لجأتُ إليكَ من أصقاع نثري
مديدي لهفتي، خببي جوادِي
.
رزمتُ إليكَ أعشابي ودغلي
لأعرف منك وردي من قتادي
.
أنا عنقاءُ من زاروكَ قبلي
فعلمني النهوضَ من الرمادِ
.
أضئِ حرفي لعلّ الشعرَ يصحو
على حلم المناجلِ بالحصادِ
***
أنا ابن الضاد يا أهلي خذوني
وألقوا بي رضيعاً في البوادي
.
لعلّ قوافلا تحنو لضعفي
وتأخذني إلى الفيروز آبادي
.
إلى حيث ابن ُمنظور المعلّى
إلى قس بن ساعدة الإيادي
.
أيا قارورة القرآن تشذو
بعاطرهِ إلى يومِ المعادِ
.
جلوتُ هواكِ عصفورا زغيباً
ترف قوادمي قبل اشتدادي
.
فصافحت المدى ونسيتُ ضعفي
نسيتُ تواكلي، صرتُ اشتدادي
.
يعلمني سناك أمد شمسي
نهاراتٍ على ليل البلادِ
.
تعلمني حروفكِ كيف أجلو
انبلاج النورِ من رحِم السوادِ
.
وكيف يزخ غيم الحرف غيثاً
على قفر الحواضر والبوادي
.
وكيف الشمس في سجن المعري
تضيء الأرض من سقط الزنادِ
***
وحقك كل ظامٍ طار شوقا
لينهل من بيانكِ كأس صادي
.
فبصمة سيبويهِ له جناحٌ
يرفرف في سما الفيروزبادي
.
أنا من ريعِهم أتممت نقصي
وفيض معينهم سِرُّ ازديادي
.
ينزه فكرة الصلصال نحتي
عن الشعر المكرر و المعادِ
.
فلا تنسب إلى الصلصال سحري
فإن السحر من فضل الأيادي
.
أنا نسر السباق إلى القوافي
وأين النسر من قفز الجرادِ ؟
.
أطيرُ، ويلهث الشعراء خلفي
لهاث الريح خلف السندبادِ
.
فلا (أينٌ ) أمام طموح ريشي
جدير باتساعي وامتدادي
.
تأبطتُ النجيمة في صعودي
وهم هاموا به في كل وادِ
.
وهل ركضي وكل الضاد ملكي
كركض المالكينَ فُتاتَ ضادِ ؟
.
فيالغتي وبرد الشعرِ قاسٍ
هبيني القدحَ وانتظري اتقادي
.
فقد آن الأوان لكي يقرّوا
بأني شاعر السبع الشِدادِ
...