مُنذُ قَهرٍ رُبَّما ..
أو مُنذُ أنَّاتٍ عَليلَةْ
مُنذُ ما يُقربُ حُزنَاً ..
ومُعاناةً طَويلَةْ
بَاتَ هذا الَّليلُ دَهراً ..
في ثَوانِيهِ الثَقيلَةْ
بَاتَ شَكِّيْ .. كيَقينٍ أنكرَ القَلبُ دَليلَهْ
بِتُّ مَنفِيَّاً كأنّيْ لَستُ مِنّي
أو كأنّيْ لَستُ مِنها ..
رُبَّما قد خُنتُ أعرافَ القَبيلَةْ
رُبَّما حُبِّيَ ذَنبٌ ..
وعَذاباتِيَ رِجسٌ
وأنا المَتخَمُ كُفرَاً في تَعاليمِ الفَضيلَةْ
رُبَّما أشعَلتُ حَربَاً .. لم تَكنْ حَربيْ
ولا سِلْمٌ أتَىٰ من قَلبِها ..
يَغتَالُ في قَلبيْ صَهيلَهْ
لمْ يَزَلْ طَرفٌ لها يَسبيْ فُؤاديْ
كُلَّمَا جَاءَ بِسحرٍ ..
وتَرَاءىٰ الغَيمُ في العَينِ الكحيلَةْ
لمْ يَزَلْ خَصرٌ لها يَلويْ فُؤادي
تَارِكاً في أضلُعيْ وشمَاً لها ..
يَرويْ التّفاصيلَ النَحيلَةْ
لمْ يَزَلْ حُسنٌ لها يَجتاحُ قَلبيْ
لا يُجيدُ العَدَّ ..
كمْ من مُدنَفٍ في حُبِّها وافَىٰ قَتيلَهْ
لمْ يَزَلْ ثَأريْ غَراماً ..
ومُعاناتيْ هُياماً ..
في هَوَىٰ مَجنونَةٍ مَغرورَةٍ ..
لكنْ جَميلَةْ
كلُّ ما أخشاهُ ..
أنِّيْ رُبَّما ضِعتُ هَبَاءً..
تارِكاً قَلبيْ على جُرفٍ ..
وقد ضَلَّ سَبيلَهْ
لمْ يَعُد بي ما يُثيرُ السُخطَ مِنّي
أو لأجلي ..
بِتُّ أخشىٰ الخَوضَ في تِلكَ الأُمورِ الُمستَحيلَةْ
هلْ لها وِزرٌ بما قد ذاقَ قَلبيْ
من خُمورٍ رائِقاتٍ ذُبنَ فيها ..
لمْ أذُقْ إلَّا قَليلَهْ
إنَّنيْ أشعُرُ بالشّوقِ كجَمرٍ في عُروقيْ
غيرَ أنّيْ لِيَ نَفسٌ ..
لمْ تَكُنْ يَومَاً ذَليلَةْ
ها أنا والوَقتُ والصَّبرُ وعَيناها وقَلبيْ
وغَرامٌ مُستَبِدٌ بي ..
وأحلامٌ هَزيلَةْ
كيفَ أشكوها إليها
وهْيَ تَدريْ ما بِقلبيْ ..
من غَرامٍ .. من هُيامٍ ..
من جِراحٍ مُستَطيلَةْ
إنَّها تَدري ..
ولكنْ لمْ تَعُد تَسعىٰ لِحُبّيْ
إنَّها قد أعلَنَتْ هَجرَاً ..
وباتَتْ مُستَقيلَةْ
بقلمي : 25.12.2021
#محمد_العُميَّان