زمرة الأدب الملكية

ما أكثر الأقلام إن فتشت محصيها،، فيها العلم وجلها غثاء من حطب،، وريشة الفهم إن جئت تطلبها،، فدواتها نحن عرين زمرة الأدب..

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

« قراءة توقيفية » _ بقلم: الأديب الناقد / محمد البنا _ لنص « مذنبة » _ للكاتبة / فايزة عبد السعيد


 



سبق السيف العزل


« قراءة توقيفية » بقلم


الأديب المصري / محمد البنا


لنص « مذنبة » 


للأديبة الجزائرية الصاعدة بقوة/ فايزة عبد السعيد 


...................


النص


« مذنبة » 


 تنهره بصوت متوحش يخرج من بين أسنانها، 

جبينها يتصبب غيظا، يداها تتقاطران 

سوءة... 


ألم أحذرك؟ 

أخبرتك أنني سأفعلها يوما، لم تصدقني صح؟!

مرارا قلت:

لا تترك فراغا كي تملأه هي بيننا!

دائماما أستيقظ بالليل لأجد وسادتك

ابتعدت سنتمترا!

كل يوم أراها في أحلامك،

وأنا أسترق السمع!

ضبطت ابتسامتك متلبسة

مرات عدة على شفاهك وهي تتلعثم

محاولة إخفاء أثر قبلاتها المقرفة...


تطلق قهقهاتها المجلجلة.. تبعث بتلك القهقهات التي

يعقبها صوت  الوحش المتعطش

الذي سكن روحها من آلاف السنين!


ترفع رأسها حينما تسمع: السجينة

رقم «ما لا نهاية» تطلق قهقهات 

تردد: مذنبة...مذنبة...مذنبة.


••••••


فايزة عبد السعيد..


٢١ مارس ٢٠٢٢


.............



« القراءة » 




من أسهل الرواة وصولًا لقلب ووجدان المتلقي هو ضمير المخاطب، وقد أحسنت ووفقت أيما توفيق كاتبتنا في الاتكاء عليه كأداة طيعة سلسة سهلة تخاطب به المتلقي ( القارئ الذي هو أنا وأنت )، فلا يجد أحدنا مناصًا من الانزلاق داخل سردية النص، منصتًا بكل حواسه لما يُقال له من حديث ( قدحا او مدحا)، ومتأهبًا للرد، ولم لا ؟ وهو المخاطب المعني به الحديث الموجه له دون سواه.

تنهره بصوت متوحش يخرج من بين أسنانها...الله على دقة التعبير، وكأني أواجه وحشًا يكشر عن أنيابه، أو جنديًا يهدر صوته عاليًا ناهرًا عدوه - حذره من عاقبة تلك المواجهة من قبل- ثم يشهر سلاحه ويطلق رصاصاته لتصيب كل أعضاء الجسد الماثل أمامه فاغرًا فاه، لا حول له ولاقوة..هكذا تتوالى الطلقات متتابعة في خط تصاعدي متدرج القوة إلى أن يصل القمة (ضبطت ابتسامتك متلبسة / محاولة إخفاء أثر قبلاتها المقرفة وأي قمة يتبعها سقوط ..هكذا نحت الكاتبة سلالم الهبوط قفزًا في قهقهات مجلجلة، لتفرد أمامنا عند السفح بساطًًا لا نهاية له، حيث تبدى في الأفق انعكاس قهرية أنثوية منذ الأزل وممتدة إلى اللحظة الآنية ( السجينة رقم مالانهاية/ الوحش المتعطش منذ آلاف السنين)..توصيف مباغت ودقيق جدًا يبين مظلومية الأنثى المنطوية قسرًا وقهرًا في عباءة ذكورية، إذ دائما الأنثى هى الملامة وهى المذنبة أبدًا، بينما الرجل مهما أخطأ، كل أخطائه وجرائمه يُلقى بها على أكتاف أنثى ( مذنبة..مذنبة ..مذنبة ) ثلاثا..للتوثيق والتأكيد والديمومة المتعاظمة ظلمًا لها جيلًا بعد جيل.

أنهت السجينة صرختها المدوية معلنة عن معاناتها، وجاء دوري ودورك كمخاطب ومتهم بالظلم والغبن والسطوة والهيمنة للدفاع عن أنفسنا، فهل لنا من دفوع؟ ..أم أخرستنا المواجهة فآثرنا الصمت؟..كما صمت المخاطب الحقيقي ( داخل المتن السردي ) قسرًا، بعد أن قتلته يدٌ ناعمة انتقامًا لكرامتها المهدرة، وثأرًا لأنوثتها الجريحة( أخبرتك إني سأفعلها يومًا، لم تصدقني..صح ؟)...الآن صدّق يا سيدتي المظلومة المنتقمة، الآن تيقن من جدية وعيدك، الآن أدرك ما عمى او تعامى عنه لآلاف سنين مضت، الآن عرف، ولكن بعد فوات الآوان، فقد سبق السيف العزل.



•••••••••••••



محمد البنا 


٢٢ مارس ٢٠٢٢
















عن الكاتب

زمرة الأدب الملكية

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

Translate

جميع الحقوق محفوظة

زمرة الأدب الملكية