قليل من العتمة نعيش الوهم الذي نشتهيه،سألته يوما
هل تحببني؟
قال: أحبك و لكن أخاف التيه فيك،أخاف أن يضيع مني الطريق و أصبح كفراشة تشتهي الحريق.
كم كانت تدهشها لحظة عناق الصمت الذي يعتريه عندما تكون معه،تعود لحلمها الجميل ،لأول لقاء في محل الألعاب و بفرح لا يصدق تختار دميتها،تتذكر أول كلمة أحبك فيسرقها الوقت من خلوتها فتعود لعالمها ،هي تلك الطفلة التي احتار هو في مناداتها أيقول : طفلتي المدلله أم حبيبتي الضائعة؟
بغياب غير مسبق يعلن النهاية كانت هي على مفترق طرق،خطوة للأمام و أخرى للخلف،كانت كحبة فراولة شهية عارية من كل زيف و نفاق.
عري سافر لعواطفها لم يحتمله عقله الذي تعودّ دائما على الطرقات الملتوية،هزمه فقدانها المفاجئ و هو القابع هناك على مقصلة الانتظار، ما أصعب النهايات الحزينة عندما يركض بنا الوقت و لا نصل ،قد نأتي متأخرين فيكون الموعد قد فاتنا،كم خذلتنا المواعيد و تركتنا كشجرة قديمة عرّتها الريح و كل فصل يأخذ حقه منها،كطيور مهاجرة بلا أعشاش تضمها تبحث هنا و هناك و الصقيع يميتها،تحاول التحليق فلا قدرة لها فتسقط،
و بقيت شجرة الغياب لمسافرين نسيوا حقائبهم معلقة ،و عشاق ضاقت بهم الأماكن ،زقزقة تملأ المكان شوقا للقاء من رحلوا،و شمس تودع المكان تاركة الضجيج كي يستقبل ليل المحبين،
و يأتي الشتاء و نحمل وزر برد مشاعرنا و صقيع القلوب، هو الليل عزف منفرد و موسيقا النبض تهز أوتار الروح، تنفلت المشاعر من عقال العقل ،فنسافر على متن حلم يبتعد بنا كلما اقترب أوانه.
•••••••••
سمية جمعة / سورية