ويصعب أن أوضح لك كم يفرحني ذلك .. ؟
أعرف جيداً أنّ الساعة هي الخامسة صباحاً
لتكن ما يهمني ، أنا وجداري ، ماذا يمكن أن يفكر في ظلي .. ؟
سأكلم نفسي هذه المرة بقسوةٍ لأنها لم تتعلم كيف ترافقني إلى المقبرة
كيف لم تتعلم من " نيتشه "
كل ما لا يميتني ، يجعلني أكثر قوة
كيف لم تتعلم تهدئة هذ القلب الذي تلتهمه مرارة الحبّ
كيف لم تتعلم أن تخرس هذا الجسد ، وتشبعه بالصمت ، فلتكفّ عن إرغامي على سماع اهترائها البطيء
أعتذر مني . .
كيف كلما ازدادت لا مبالاتي كان اهتمامي حقيقياً.. !
أعرف جيداً أني أكتب لك بعد اثنتي عشرة ساعة من المطر حيث رأيت حذاءاً ينبعث عند حافة قبر ، قمت بمسحه ، ثم مددت رجلي إلى أقصى حد في السقوط اللامتناهي ، وقلت في نفسي :
ربما لا أكون ممتلئة بالعتمة ، فعتمة النهار في داخلي متقدة وسط صفوف الرخام المتوهج ، تمنيت صمتاً مثالياً في الصورة المُتخيلة ، لأنني عندما تلفت حولي لم أرَ أحداً غير نفسي..
ربما من لِدَات تصوراتي يمكنني أن أعتقد أنني أعاني من فرط الهمّة الخيالية المجنونة
أو ..
ربما أعجب برؤية وجهي منعكساً ، لأنني قادرة على تخيله وجه شخص آخر
هذه الرؤية ساخرة بالنسبة إلي وسط نشيج عقارب الساعة المسكونة باليقظة
يعتريني شعور خاص حتى أعبر بجسدي الفارغ كالبلهاء نصف مندهشة بأن نصف ما أشعر به لا أعرف كنهه
ربما يشبه مذاق الموت واللاجدوى في ممر معتم يصلح لتعلم الرقص
قد تبدو الفكرة مجنونة
لكنها تشير بنعم
لحظة رمي النرد
أعرف جيداً أنني وضعت قُبلة ، كما لو أنّ كلّ شيءٍ قد انتهى
أعرف جيداً أنها وسيلة مباغتة مثل النهاية و كيف تقرأ لوحة لا لون فيها
ثمّة أوقات رغم تناقضها الساحر جميلة كالخوف
حين تبدأ أقراطي الطويلة بالرقص مثل سنونوتين مملتين لا تعرفان الطيران بعد
ثمّة حقائق تقال . .
وأخرى لا يقولها أحد
الحب ، أحياناً ، شيء قليل
الحب ، حياة كل حين
لدي شيء أقوله لك لأكون قربك دائماً
آه .. لا أعرف أين هو .. ! ؟
••••
"فوزية أوزدمير"