.....................
تسمو بميثاقِ الغرام الأنفسُ
عند الأمومة تنحني وتقدّسُ
يا منبعَ الأقداسِ يا كلَّ المنى
يا مَن بموطئكِ استفاق النرجسُ
في حِضنكِ الدافي أمانُ مدامعي
وهواكِ في خفقِ الفؤادِ يُهسهِسُ
مِن كلّ نازلةٍ ألوذُ بدفئِهِ
يهَبُ الأمانَ؛ ووجهُ دهري يعبسُ
ليت الزمانَ يعودُ بي يا مُنْيتي
ليطلّ من خلفِ البحارِ النّورسُ
يا مَن ملكتِ القلب مثلَ أميرةٍ
بالطهر فوق عروش قلبي تجلسُ
كم جاد قلبُك بالحنانِ وكم همَى
سحرُ الضياءِ؛ به فؤادي يأنسُ
كم فاض جفنُكِ بالمدامع مزنةً
والكفُّ في روحي هناءً تغرسُ
ما عاد بَعدكِ للجوانحِ مأمَنٌ
والقلبُ طافَ على مَداهُ الحِندِسُ
وتكاثرتْ ذؤبانُ غابٍ حولَهُ
والكونُ ضاقَ وعاثَ فيه الهِجرِسُ
أمسى على ذعرٍ؛ يخافُ من النّدى
وإذا دنا منهُ الشّذا يتوجّسُ
النبضُ يخفق خيفةً؛ و الروحُ في
واحاتِ تيهٍ باللظى تتنفّسُ
لأياً يفتّش عن بقايا راحةٍ
والحلمُ في عينيه ذكرى تدرُسُ
أمّاه أين الهمسُ؛ يؤنسُ وَحشتي!
أمّاه أين دعاءُ قلبِكِ يحرسُ!
أمّاه أين الصدرُ يحضنُ دمعتي!
أمّاه أين الحبُّ! أين المؤنِسُ!
أمّاه أين القلبُ؛ يسمعُ أنّةً
مِن خافقٍ بِهمومِه لا ينبِسُ
أمّاه أينَكِ؛ أين لمستُكِ التي
تسرِي حريراً! أينَ منّي السّندسُ
طابَ الثّرى ضمَّ الحبيبةَ حضنُه
طابَ الثّرى، هذا التّرابُ مُقدّسُ
طابَ الثّرى! يا ربِّ أنزلْ رحمةً
فوقَ الثّرى؛ هذا الثّرى لا يدنَسُ
..........
عروبة الباشا ٢١/٣/٢٠١٨