أُمِّي .. وتَرمِقُنِي الحُروفُ بِحَسرَةٍ
وكانَّها لا تُحسِنُ التَعبيرَا
أنا ذلكَ الطِفلُ الَّذي لن يَنتَهي
فِيهِ الحَنينُ .. وقد غَدوتُ كبيرَا
لا يستَطيعُ الشِعرُ بَوحَ مَشاعِري
في قَولِ أُمِّي .. كم نَزَفتُ شُعُورَا ؟
هل تَسمَعينَ نِداءَ قَلبِي كُلَّما
دَعَتِ المآذنُ لِلصَلاةِ صُدورَا
لكِ في صَلاتي دَعوةٌ أرسَلتُها
لِيَظَلَّ ذِكرُكِ في الفُؤادِ مُنِيرَا
أُمِّي .. وكم أشتاقُ حُضنَكِ ساعَةً
لأشُمَّ رائِحَةَ الجِنانِ عَبيرَا
قد شابَ ذاكَ الطِفلُ يا أُمِّي ولم
يَشِبِ الحَنينُ .. وما رَجَعتُ صَغيرَاً
لا أستطيعُ الشِعرَ فيكِ .. فسامِحي
قلبي الذي لا يُحسِنُ التَبريرَا
كيفَ اختِصارُكِ في سُطورِ قصيدةٍ ؟
أنا لستُ سَدَّاً كي أُحِيطَ بُحورَا
أنا عَتمَةٌ .. والنُورُ أنتِ .. فكيفَ لي
أن أُقنِعَ الكلِماتَ .. تُصبحُ نُورَا
أُمِّي .. ويا بَوحِي الَّذي خَشَعَت بهِ
آناتُ قلبي إن دَعوتُ غَفُورَا
في سَجدَتي ألقاكِ .. عِندَ تَشَهُّدي
في كُلِ فَرضٍ تُسكَبينَ عُطُورَا
فلتَعذُريني يا أعَزَّ حَبيبَةٍ
كيف العَطاءُ يُقابِلُ التَقصِيرا
إنِّي لَتُنكِرُني الحُروفُ لِعِلمِها
أن الذي قد قِيلَ ليس كثيرَا
في قَولِ "أُمِّي" أيُّ لَفظٍ آخَرٍ
قد يَملكُ الإنصافَ والتَعبيرَا ؟
ياربِ فارحَمها بِرحمَتِكَ الَّتي
فِيها اتَّسَمتَ .. فَقد دَعوتُ قَديرَا
بقلمي : 21.03.2022
#محمد_العُميَّان