كنتُ بدراً ذاتَ يومٍ من زَمانٍ
قبلَ أن يَخبو فَتيلي
قبلَ أن تَهجُرَني الشَمسُ بِساعاتٍ
على حُزني الطَويلِ
قبلَ أن يَخذِلَني الَّليلُ بيومٍ
من غَرامٍ مُستَحيلِ
قبلَ أن يَأفُلَ نَجمي تَاركاً نَبضي
بِلا حُلمٍ جَميلِ
*************
كنتُ لا أشكو من البَردِ
ولا أشكو حُروقاً من سَعيري
كنتُ لا أشكو غِياباً أو حُضوراً
أو نُدوباً في سُطوري
كنتُ لا أشكو خِياناتِ الأماني
كنتُ وَحدي مع مَصيري
كنتُ لا أُغرِقُ في صَمتي طَويلاً
قَاتِلاً فِيَّ شُعوري
*************
مُنذُ ذاكَ الحينِ
مُنذُ الوَهلةِ الأولىٰ على صَوت أنيني
لم أعُد أشعُرُ بالحُبِّ أو الكُرهِ
ولا ما يَعتَريني
لم أعُد أنوي شُعورَاً
فشُعوري مُرهَقٌ لا يَحتويني
بِتُّ هَشَّاً
قد قَسى الَّليلُ على روحي
وخَلَّاني لِطيني
تَارِكاً لي كُلَّ خَيباتي كذِكرى
وانتِكاسَاً في يقيني
*************
بِتُّ لا أرجو من الغَيبِ وُعودَاً
أُحرِقَتْ فيها وُعودي
لمْ تَعُد بي طاقةٌ للحُبِّ تُرجى
بينَ وَصلٍ وصُدودِ
كيفَ أحرَقتُ فُؤادي لستُ أدري
في فُؤادٍ من بُرودِ
اذهَبي إن شِئتِ أو فَابقي
فها أنتِ غِيابٌ في الوجودِ
بِتُّ لا أرجو رَحيلاً أو بَقاءً
أن تَغيبي أو تَعودي
بقلمي : 09.12.2021
"محمد العُميَّان"