« بقايا شاعر »
••••••••••
من أنتَ؟ أسكرتَ القوافي فانتشتْ
وغدت عرائسَ في خـدور الغِيـدِ
تعبت عصــافير الرؤى بلحاقهــــا
وجيــاد من ســكنوا خيام البيـدِ
ما زلتَ تشــعل بالمســاء نجومه
والعاشـــــقون كأنهم في عيــــــدِ
وســـنابل الكلمات تغــدق قمحها
والليـــل بين يديكَ جــدُّ ســعيدِ
من أنتَ قل لي؟قد سرقتَ حشاشتي
وتركتَني في وحشـــــة التنهيـــدِ
لم أغمض الطرْفَ المســهَّدَ عنوةً
إلّا وطيفــــــكَ جاءني كوليــــــدِ
فأضمّــــه , وأظلّ أطعمه هــــوىً
حتى ينـــــــام منعّمـــــاً بزنودي
قل لي رعاكَ الله كيف أعافــه ؟
وهو الذي يجـــري بكلّ وريــدي
حطمّتَ أسواري , وأشعلتَ الحرا ..
.. ئقَ حينما جاوزتَ كلّ حدودي
فارحمْ صبــايَ , فإنني مفتونــــةٌ
وأرى وجودَكَ كان سِـــرَّ وجودي
يا طفلتي أنا شـــاعرٌ متشــــــرّدٌ
وأعيش مأســــاتي ككلّ شــــريدِ
لم يبقَ من قلبي ســوى أحزانه
ســـرق الزُّناة دفاتري , وقصيدي
والآن أجمـــع ما تبقّى من فمي
من صوتيَ المخنـــوق بالتصفيـدِ
قتلوا البلابل , واستباحوا أحرفي
وسطوا على حلمي ,وروح نشيدي
لا تسـألي قلبي الغرامَ , فما أنــــا
إلّا بقايـــا عاشــــــقٍ محســــــودِ
ودّعتُ أفراحي , دفنتُ عواطفي
وسحبتُ من كل النسـاء وعودي
ما عدتُ أبكي فقْــــدَ أيِّ حبيبةٍ
شوقاً , ولا أهدي الحِسانَ ورودي
لا تقربي مني , أخاف عليكِ منْ
حزني , ومن قلبٍ كما الجــلمودِ
مع أنني أدري بأني شــــــــــاعرٌ
يحتاج موتاً في العيون السّــودِ
••••••••••
عبد الكريم سيفو / سورية