*******************************
" الْقِصَّةُ ..! "
" مُعْجِزَةٌ وَ يَأْسٌ " ..!! الأديبة الأستاذة / ناريمان الشريف .
" صَرْخَةٌ يُذِرُّهَا الرّمَادُ مِن رِيقِ الْقَلَمِ ..!! " .. د.مُهَندِس / إِيَادُ الصَّاوِي .
********************************
" النص "
" معجزةٌ ويأس "
****************
عندما يَجنُّ ليلي ، ثـُلة ٌ مِنَ الغرباءِ يَحضُرون ، تفكيرٌ يليهِ حزنٌ يتبَعُهُما الأرَقُ ، حتّى صارَ لليلي عيونٌ ، وإذا ما ألقى النومُ القبضَ على عيوني ، وأحكَمَ سيطرتَه على الجُفون ، أنامُ على تعبي ، وأغيبُ في نومٍ إلزامي ، فأستيقظ ُ من نَوْمي وكلّي يتَّكِئُ على بَعضي من شدّةِ التعبِ ، ويتكرّر المشهدُ طاغياً بكلّ ما يَكتنِفُهُ مِنْ وَجَعٍ .
منذ أنْ وعيتُ وأنا أقرأ، "إنّ الأمطارَ لا تَنزِلُ على ثرى لمْ يُظلّلْ بِغيمةٍ"!
وفي المساء ، يَطولُ التفكيرُ ويأتي الحزنُ يتمَطّى باحثاً عن مأوى، فينامُ في صدري بعدما ألوكُ العجزَ حدّ الهَضْم ، فأصلُ لحظة َالانشِطارِ عنْ الذاتِ ، وألجُ في عالم ٍ آخر ، بعيداً عن عالمي المُرّ ، في تلك اللحظة ، أحتاجُ مَنْ يَربِتُ على قـَلبي ويُخرجُني من هذهِ الدائرة، من يَستطيع ؟! لا أحد ، فهَمّي لا يُضاهى ، وجُرحي لا يُنازَع، وألمي ليسَ له عمر.
وذاتَ فراغٍ ، جلستُ على أريكتي أُريحُ البدنَ من تعبِ يومٍ شاقٍ من العمل ، وليلٍ مُجْهَد ، وإذ بالبابِ يُطرَقُ فأسأل : مَنْ بالباب ؟
- أنا بيان ، افتحي بٍسرْعة ، فيتداخلُ إلى قلبي قلقٌ جديدٌ ، وكأنّني على حرفٍ ، أنتظرُ مصيبة ً.
بيان ، صديقتي المقرَبة التي تعرفُ عنّي كلَّ شيء ، فكمْ مِنْ مرةٍ حاولتْ أنْ تأخذَ بيدي ولمْ تفلحْ ، أحياناً تفهمُني وأكثرَ أحايينها لا تسطيعُ ذلك ، فتحتُ لها البابَ ، وإذْ بها تحملُ كتاباً ، أعطتني إياه ، وقالتْ - بلهجة آمرةٍ ، ساخرةٍ من القالَب الذي وُضعتُ فيه كُرهاً - : أعرفُ أنّكِ تحبينَ القراءةَ ، خذي هذهِ القصة اقرئيها الآن ، وغادرتْ ، وتركتني أنا والقصةَ وغرباءَ الليلِ .
على الغلاف ( معجزة ) ، وَبِنَهَمٍ لمْ أعهدْه في نفسي .
قرأتُ :
( أمل ، امرأةٌ خمسينيةٌ مؤمنة ، مَنْ يراها يَظُنُّ أنّها في السَّبعين من العُمْر، فالتَّجاعيدُ تملأُ وَجْهَها الشاحِبَ ، كانتْ تحلمُ بطفلٍ يملأُ حياتَها سعادة ، أيّانَ كانتْ عروساً جميلة ، وبعد انتظارٍ دامَ عشر سنوات ٍ حملتْ حَمْلاً عزيزاً فأسْمتْ مَوْلودَها ( وحيد ) ، ورَبّتْهُ وحيداً يتيماً ، لأنّهُ فقدَ والدَهُ في حادثِ سيرٍ وقتما كان عمره سنتين .
تعيشُ أمل ووحيدُها في قريةٍ نائيةٍ عن المدينة ، تديرُ الأراضيَ المزروعةَ الموروثةَ عن زوجها ، فتحيطُ صَغيرَها ،بسياج من دفء الأمومة ، وتداريه بحبِّ وحنان ، كشمعة تخبئها بِكفّيْها كلما هبّتْ نَسمةُ هواءٍ ، لكي يعيش .
كَبُرَ الصَّغيرُ، وجاءَ اليومُ الذي صارَ لا بدّ لها أنْ تُودِّعَه وهو يَستعدّ للسفر إلى المدينة ليبدأَ دراستَه الجامِعيَّة .
وحيدٌ شابُّ مؤدَّبٌ ومطيعٌ ، حَصلَ على معدّلٍ في الثانوية يُؤهلُهُ دخولَ كليةِ الطِّبِ ، وبَيْنَ لا ونعم قضتْ أملُ أسبوعاً تفكِّرُ قبلَ أنْ تُوافِقَهُ على السفر ، شَرْطَ أن يَعودَ طبيباً ، محققاً حلمَهُما معاً ، وقبلَ أن يُغادر ضمّها مؤكداً لها بأنْ لا تقلقي سَأكونُ هنا مع نهايةِ كلِّ أسبوعٍ ، فالمسافةُ بيننا قصيرةٌ.
وسافرَ وحيدُ أمِّه ، يَملأُ حقائبَه ببعض ِ قلبِها وكلِّ دعواتِها ، غادَرَها تاركاً وشمَاً على جُدُرِ قلبِها لا تمحوهُ ممحاة.
ثلاثُ سنواتٍ مرّتْ وكلُ أسبوعٍ كانَ يزورُها حسبَ الوَعدِ ، وكلّما التقيا ، تقول له : طالتْ غيبتُك يا حبيبي ، قلْ لي ، كمْ من الأسابيعِ الثقيلةِ بقيَ لأناديَ عليكَ يا دكتور وحيد ؟
وفي آخرِ أسبوعٍ زارها فيه شعرتْ كأنّ شيئاً وقعَ منها حينَ ودّعها، فقلبُ الأمّ لا يعرفُ الخطأ ، وذهبَ إلى جامعتِهِ كالعادَةِ ، مرّ يومان ، وفجأة ً هوى القلبُ من القمةِ إلى السفحِ وارتطمَ بالأرض ، واعتراها وجَعٌ يُشبهُ وَجعَ المخاضَ ، لحظاتٌ ورُنَّ جَرسُ الهاتِف ، فجاءَ الخبرُ أوجع من هذا ، كان مفادُه : أنّ وليدَها سقط َمن شرفةِ غرفتِهِ في بيتِ الطلبةِ من الطابقِ الثالث ، وهو الآن في المستشفى ، رَدّتْ على المتّصل وهي تهزُّ رأسها: كنتُ أعرف .
وبلا وعيٍ ، تَركتْ الأمُ المفجوعةُ القريةَ ، وقلبُها يَسْبِقُ السيارةَ التي أقلّتها ، وطوالَ الطريقِ تهمسُ (يا رب) وبعد ساعتين ، كانتُ عندَ رأسهِ المتضخِّم تتمتم بكلماتٍ لا أحد يسمعُ صراخَها الداخليَّ سواها ، وتتحسَّسُ جفنيه المتورّمين وتقبّلهما، وتَسألُ عن حالِهِ ، والطبيبُ يشرح ُ لها بالتفصيل متأكَداً أنّ ابنَها سَيغادرُ الدنيا قريباً ، ولكنّه لاحَظ وكلُّ مَنْ معه شيئاً غريباً ، أنّ الأمّ لم تبكي كأيّ أم ، وأنَّ عيونَها جافة لمْ تقطرْ دمعاً بعدَ كل ما جَرى لولدها ، فأدْرك أنّها الصدمة ، وهو لا يدري ، أن الدّمعَ الذي كان يَسِحُّ من القلبِ ينوب عن ذلك المتساقط من العيون ، فأرادَ أن ينقذَها من صدمَتِها علّها تدركُ حقيقةَ ما حدث ، فاقتربَ منها قائلاً:
تصبّري واطلبي له الرحمةَ ، لأنّ حالتَه خطرةٌ جداً ، قال الطبيبُ كلماتِهِ قاصداً لِيسمعَ نحيبَها، لكنها لمْ تفعلْ ، وأضافَ وهو يراقبُ عينيها : صدّقيني ، لنْ يعيشَ طويلاً ، وإنْ بقيَ حيّاً ، فَسَيعيشُ معوقاً ، ودّعيهِ الآن ، إنّ موتَه راحة ٌ له ولك ، عندها جحظتْ عيونُها وتحولتْ أملُ الوديعة ُإلى لبؤةٍ مفترسة ، تخْمشُ أيّةَ كلمةٍ وأي فِعل ينذِر بوفاة ولدها ، وصارَ همسُها صراخاً : لا ، لا ، ولدي سيعيشُ واللهُ يُحيي العظامَ وهيَ رَميم ، أتَسمعنُي يا دكتور ؟ ما الذي تقوله ؟ ولماذا لا يعيش ؟ أخبرني ؟.
لمْ يَجدْ الطبيب بُداً من أن يُصارحَها بالحقيقةِ كاملةٍ ، فقال : هناك جرحٌ عميق على طولِ الفخذ ينزف بشكلٍ حادٍّ من هولِ السِقطة وحاولنا ما استطعنا أن نوقفَ النزيفَ ، وقمنا بِخِياطتِهِ بخمسين غرزة ، لكننا فشلنا ، والواقع أنّنا عَمِلنا جهدَنا داعين رحمة الله تشمله،
ردّتْ الأمّ المفجوعةُ : لا.. أليسَ القائل "هو عليَّ هيّن " ؟ أرِني أينَ الجرح ؟ كشفَ الطبيبُ الغطاءَ وأشارَ بيدِهِ نحوَه : هُنا ...
نظرتْ إلى الجرحِ وكان ملفوفاً بالشاشِ الذي غرقَ بالدم ، تأمّلتْه بصمتٍ شديد ، ثمّ أشاحتْ وجهَها عنهُ ، وجالَ بَصرُها هنا وهناك ، وكأنّها تبحثُ عن شيءٍ ، تناولتْ وسادةً مِنْ على أحدِ الأسرّة ، وأفرغتْها من حَشْوتِها ، وحَمَلَتْها فارغةً وغادرتْ الغرفة ، والأطباءُ والممرضاتُ ينظرونَ إلى بعضِهم بعضاً وكأنّهم يقولونَ: ما الذي تفعلُه هذه المرأة ؟ يَبدو أنّها فقدتْ عقلَها .
بعد َ دقائقَ معدودةٍ ، عادتْ أملُ بكيسِ الوسادةِ تحملُهُ على كَتِفَها المنْهكِ وهيَ تلهث .
خَيّمَ الهدوءُ على جوِّ الغرفة ، وخلا من أيّ هسيسٍ إلا منْ صوتِ أنفاسها المتسارعة تخرج من فمِها كأنّها النارُ تتدفّقُ من فوّهةِ بركانٍ ، وبسرعة ٍ ألقتْ بالكيسِ أرضاً بالقربِ من سريرِ ولدِها ، وفتَحَتْهٌ ثمَّ كشفتْ الغطاءَ عنْ الجرحِ ونزعتْ الشاشَ عنه وبدأت تغرفٌ بيديْن مرتجفتين حبيباتِ الثلج بسرعة ، وتُوزعُها برقة وعنايةٍ على طولِ الجرحِ العميق ، وتكررُ، حتى صارَ لونُ الحيبيات ِمائلاً للحُمرة ، كلُّ شيءٍ في الغرفةِ واجمٌ يُخضِعُ سمْعَهُ لقطعِ الثلجِ وهيَ تصطك ببعضها يَمتزج بأنفاسِها المتصاعدةِ كنشيشِ المِرجلِ على النارِ ولسانُها يلهجُ بالدعاء ، والأطباءُ والممرضاتُ يقفون حيارى يتبادَلونَ نظراتِ العتابِ ، لمَ لمْ تخطرْ على بالِهِم هذهِ الفكرة .
دقائق ، هدأ ضجيج الحنان ورفعتْ أملٌ رأسَها وجذعها وابتسمَتْ ، أسرَعَ الأطباءُ يتفحّصون الجُرحَ وإذ بالنزيف قد توقّف . بُهتَ كلُّ مَنْ رأى المشهد ،
وصاحوا يا الله !!.
ومضتْ أيامٌ أُخَر، تَجرُّ مَعَها عملياتٍ جراحيةٍ أخرى ، قضتْ مَعها أملٌ سنةً من العناءِ ، لا تعرفُ النومَ إلّا على مِقعَدٍ قريبٍ منْ سريرهِ ترقبُ أنفاسه وتعتني به ، وغادرتْ أملُ المستشفى برفقة وحيدٍ إلى القرية .
عشرونَ عاماً مضى على الفاجعة ووحيد ما زالَ كما هوَ والأمّ تقومُ على خدمتِهِ بجسمها الهزيل بلا ملل ، تطعِمُهُ وتُنَظِفُهُ وتُساعدُه على قضاءِ حاجته ، وهي تدعو الله له أن يعيش ، ووحيد لا يُميّز أنَ تلكَ المرأةَ التي تعتني به هي أمّهُ أمل)
أنهيتُ قراءة َالقصة وطويتُ بين دفتيها آلامي كلَّها ، وأنا أسألُ نفسي : ما حجم أحزاني إزاءَ أحزانِ أمل ، ووقفتُ احتراماً لها ، وبكيتُها وبكيتُ عنها، حتى شعَّ الأملُ في زوايا قلبيَ المعتم ، قصتُها ، ملأْتْ القلبَ المتعب بالصبر ، وزودتْ الجسدَ المتهالكَ بالقوة ، جَففتُ دموعي وكتبتُ على ورقة بخط ٍعريض ( المرّ سيمرّ) ، وعلقتُها أمامَ ناظريّ لأقرأها كلّما زارَني الغرباء ، ومضيتُ في رحلتي على أمل ..
هذا اليوم من ديسمبر، تذكرتُ فأشعلتُ ثلاثين ألماً أحيي ذكرى سوء ظني بأن المرّ سيمرّ، لكنْ، ظلَّ المُرّ ، ولم يَمرّْ.
" ناريمان الشريف "
*****************
" صَرْخَةٌ يُذِرُّهَا الرّمَادُ مِن رِيقِ الْقَلَمِ ..!! " .. د.مُهَندِس / إِيَادُ الصَّاوِي .
*****************
مرافئ مدثّرة بحضن المغيب ..
تضرم في فمي أهات الشجن ..!
ووجهي المزدحم بأعطاف العمر ..
يمتشق الأوار الفائر بدمي ..!
وعواء الأيام أراق نبيذ أمدائي ..!
لأحتسي كؤوسا فارغة ..
ملثومة حوافيها بمر الإنتظار ..!
تمرغ أنف الليل ..
حين فر الصبح منه ..!!
فالشمس ليست خجولة عندما تغيب ..!
وعلى جبين الليل ..
لا يزال سِفرُ الحكايا مستسلماً لـ أنامل الخريف ..!
ويكفي من الحروف المهشّمة لسع بقايا الظّل ..!
هناك قمرٌ ...
استراح على رصيف الدمعة الحارقة ..!
والشاطئُ هاربٌ منّا ... يمتطي الوجع ..!
ويقومُ دمي في المجاز ... بحرا هائجا ..
يطردُ المِلح إلى صوان روحي ..!!
تتدلى..
دمعة..
تُسابق المعنى..
إلى فمي ..
عندَ قاعِ المَحبرة ..!!
ضاقت بي ذاتي ..
تقبع في خلوة الغروب .!.
تبحث في بستان الحبر عن معنى الحروف ..؟!
فغياب الصّوت علّمها الأحلام كيف تمارس العقوق ..!!
وسكب محبرة الخيال ..
يتلظى على لهيبِ أناي ..
وحلمي ما زال يقدّ قميص صوتي ..!!
جنونَ اللّغةِ ..
علاماتِ استفهامٍ تترنّحُ ..!
تُلقي نقاطَها للرّيحِ ساخرةً ..!
لتكونَ أقراطًا متأرجحةً مشانق. ..
لذهولٍ في إنجابِ الرضا ..!!
أخوض في الحبر بيراع ثمل ..
أفصل من الحروف قلبا يسع تعاستي ..!
روحا ترمم شروخي وأنا في كامل يقظتي ..
كيما تخدعني الغفوة ..
بأحلام مبتورة ..؟!!
أقدام الرّيح حين تبعثر الخطى ..
وترهق القلق في أفق الانتظار ...
هي أنامل القدر حين تمسك من بقايا جثّتي رمادًا ..
تنثره في وجه الصبر .. وتسابق غفلة الزّمن ..!!
وحدك من يقرأ سِفرَ الأنامل ..
تعال واغسل ..
في شفتي كآبة الظمأ...!!!
تهوي روحي معتقة بنبيذ الوجع ..!
أدهن قامتي بصبر بشرى لا يمزقه القدر ..
حين أفرش سري لبسمة مخملية ..!
وأنقش حقل الرجا ..
تحلق فيه آخر تنهيدة شهقة رضا ..!!
ومن جوفِ التّعاويذ ..
يطلعُ الأنينُ متْخمًا بالأمل ..!!!
*********************
الأستاذة المبدعة / ناريمان الشريف
************
التأويل عند مستوى معين ليس فقط حلا قرائيا أحادي الدلالة ،
بل العديد من الدلالات المتكافئة الوثيقة الصلة بعضها ببعض يمكن أن يؤل إليها هذا النص الفاره ..
وهنا اراني أمام نص أشبه برؤيا متعددة الأنساق والمنافذ ،، على الرغم من جنوحها العنواني المقيد قليلاً ..!!
إلا أنها رؤيا تجعلنا نعيشها وفق معطيات التداعي الحر المتنامي ..!
ناضجة تامة محبرتكِ ..
وصوتها حيّ يراكِ من حيث أنتِ تبصرين أنتِ. ..؟
وتلك الأسفار تشق طريقها إلى سقف النثرية تلاعبها على ثقة الوصول وبلاغة التصوير..
وقوف احترام للكلمة الشاسعة ..
للمرايا التي نظرت في أعماقكِ وشكلتكِ ..
لقصة تبعث الرجفة في الأوصال . وكأن بياض السطر مرآة تعكس الدواخل .
وحين تكون الدواخل فائقه الجمال .. تبدو الصورة فى أبهي حلة ..
هنا النشيج محاصر بالألق .. أينما يممت العين يملؤها ..!!
وهذا السرد تهديد حقيقي .. لذلك المدعو ملل ..!
كانت والصمت نديمين ، في شرفة مطفأة ..
امتد خواؤها ، نحو مساحات ، ثكلت أفراحها المنسية ..!
حتى صارت مقبرة للمفردات الغامقة .
وما أثقل الابجدية من أقفال الممنوع واللامباح !
إلى أن رفع بصره نحوها ..
كمن يستغيث بالظلام في عتمة النهار ..!!
نص وقضية ،
ملحمة إنسانة تقدم نفسها حاملة هموم قضيتها ، ومع بروز قسمات الانتمائية في مضمون النص اعطيتينا مساحة تخييل لموجبات الواقع التي رصدتيه وأعطيتينا مفاتيح تخيله ..!!
لغة جيدة سلسة ، تصل بصدقها إلى وجدان المتلقّي ..
تفاعل رائع بين الذات وبين ما حولها ،
تعالت فيه أصداء روح تبحث فيما وراء الظاهر ..
والوجع قائم إلى الآن بين حروف مبعثرة وسطر سقيم .
نص جميل ..
أحيانا وجدت الخطاب فيه مباشرة وأحيانا ألتمس لك العذر
لأن الحالة الراهنة قد تأرق أحيانا مما يغيب الدهشة فيها .. ويبقى الوضوح شمسا بلا أرض تتشرب دفئها ..!!
خالص تقديري ؛؛
د.إياد الصاوي.