مفترق بدون طرق
( متاهة حياة )
« قراءة » توقيفية بقلم
الأديبة الجزائرية / فايزة عبد السعيد
لنص « فقد »
للأديب المصري / محمد البنا
.....................
النص
فقد
......
لا أدري ما الذي أصابني، فمنذ لحظات قررت أن أغادر منزلي، إلى أين ؟..اقتفيت سراديب ذهني، ولم أجد فيها وجهة محددة أتوجه إليها، انتبهت لي وإذ بي جالسةًعلى أحد المقاعد الحجرية القديمة والمتناثرة في عشوائية غريبة بأرجاء الحديقة المواجهة لباب مدرستي المتوسطة..تلك المدرسة التي استهلكت ثلاث سنوات من عمري، رأيتني أتجاوز بابها فرحة حاملة حقيبتي على ظهري، تحادثني نوال..آه يا نوال!!..كم كنت سعيدة بصحبتك، بضحتك، بروحك المرحة، كم تمنيت أن أكونك!.. آه يا نوال..اقتنصك الموت في غفلة مني، ولم يمنحني حتى فرصة توديعك، كانت الدنيا بهمومها ومشاكلها وظروفها القاهرة قد باعدت بيننا، وها أنا الآن وبعد مضي عشرات السنوات أراك، وكأن اليوم هو اليوم، نفس الضحكة الصافية الصادقة النابعة من قلب أحببته ولا أزال أحبه، رغم رمادية الحياة، رغم بحثي عن شيء افتقده و لا أعرفه، ولكني أريده ..أريده بشدة كما كنت أريد يومًا ما أن أكونك.
محمد البنا ٧ مارس ٢٠٢٢
................
القراءة
الهروب إلينا!
بعض الأوقات يجتاحنا شعورٌ أننا نحتاج إلى شيء ما، أو شخص ما، وحتى زمن ما... في حقيقة الأمر نحن نحن.. نعم نحن إلينا حينما كنا سعداء، أو أقل حزنا، لنقل أقل إدراكا ووعيا...
في هذا النص الجميل البسيط ظاهرا،
يختبئ بوح روح، حوار النفس للنفس... رأيتني أتجاوز بابها فرحة..
آه يا نوال!! كم كنت سعيدة بصحبتك
..كم تمنيت أن أكونك..
نفس المكان بأزمنة مختلفة نوال
التي تدرس بالمتوسطة وهي سعيدة
تحادثها نوال التي كبرت وهمومها..فهي تتوق لتكون نوال مجددا...
فنجد الكاتب تغلغل لعمق تلك الحكايات العالقة ببرزخ الذاكريات.. حكاياتنا حينما نفقد أنفسنا في متاهات الحياة، وطرقها الشائكة.. حينما يخدرنا الألم عند مفترق بدون طرق!
فقط مجرد نقطة نقف فوقها، لا نملك خيارا غير السكون!
فنتحايل على الزمن نخترق الأمكنة، نتملص من أرواحنا العالقة ونقوم بالتقمص العكسي!
نلبس ذواتنا التي كانت ذات يوم..
نستمع، نستمتع بقصصنا التي أهملناها فركضت في وجل!
نطلب منها الصفح لأننا لم نحتفي بها
أو نقتفي أثرها بعيون الحب ملوحين بأيادي الوفاء!
نص نفسي يغوص في النفس البشرية
حيث قد يجد أي قارئ نفسه مقحما
داخله..لغة بسيطة باسلوب سهل ممتنع باطنه مثقل بالحديث غير أن ظاهره لايحبذ الثرثرة!
••••••••••••••
فايزة عبد السعيد ٨ مارس ٢٠٢٢