« سؤال الحب من تولستوي إلى أينشتاين »
نادرة هي الكتب التي تجدد عزيمة نهر شغف القراءة لكي يفيض، ونادرة جدا تلك الكتب التي تضع زمنك بين أغلفتها ثم تفجر في داخلك رغبة الإقامة في عوالمها دون الخوف من الملل او زحف الرتابة، مثل هذه الكتب لن تصفها لك دور النشر، أو منتديات القراءة والإطلاع أو الصفحات المتخصصة في التعريف بالكتب، ولا حتى الأصدقاء الذين تثق في ذوقهم وحسن اطلاعهم، إذن أين تجد مثل هذه الكتب؟، تجدها في بحثك أنت فقط، القراءة ابحار، غوص، سباحة دون التفكير في السلامة، فغالبا بعد هذه الرحلة ستجد ذاتك وحيواتها يجلسون على الشاطئ ببهاء الدمعات والإبتسامة والتحديق نحو سحر الرحلة فالمعنى في عينيك فلا تبخل على نفسك بمحاولة الشفاء الوجودي.
في كتاب سؤال الحب من تولستوي إلى أينشتاين يرافقك الكاتب علي حسين إلى حيث الحياة في أبهى تجلياتها: الحب وسؤاله الذي لا ينتظر الإجابة، فهو الإجابة حتى لو تعذر السؤال.
وقد قال أهل المعرفة: (العندو محبة ما خلى الحبة)، فالمحبة عطر الأرواح وشفاء الزمن من انسرابه بلا جدوى، وسِفر الخالدين عندما يجددوا الحياة بأعمق ما فيهم.
لقد شحذ الكاتب همته فسافر في الزمن، ولم يكترث لصدود الجغرافيا فدخل إلى بيوت جميع القارات بل نقب في أجمل ما يمكن أن يوجد في بيوت البشر؛ القلب، الروح، الأشواق، وكذلك لم توقفه حواجز اللغة، فلغة القلب واحدة وإن اختلفت الألسن، ولم ترهبه الفلسفة بجلالها، ولا الموسيقى بجمالها ولا الفيزياء بنسبية أينشتاينها، ولا الفن بعوالمه، فللحب منطقه وللقلب ما يهوى وللروح أشواقها وإن ذهبت مع الريح سيأتي منها الروعة والدهشة وستومض في ذاكرة الوجود بلا إنقطاع.
في صفحات هذا الكتاب تطل الحياة أو محاولات البحث عن الحياة على شرطها الأجمل، وهل هناك أجمل من المحبة! اللهم إلا العيش بها ومن أجلها والكفاح في سبيلها.
عندما تقرأ هذا الكتاب وتغلق صفحة النهاية وتنظر إلى سقف عنوانه: سؤال الحب وتمدد العنوان من تولستوي إلى أنت، أنت أيها القارئ، نعم أنت، أظن ستستطيع أن تجيب بسهولة، سهولة تشبه تدفق نهر الصمت في عينيك، والصمت عن إجابة سؤال الحب جمال، لأنك مويجة في نهر الحب الصاخب والذي هو بلا شك نهر الحياة.
••••••••
عمر أرباب