« الغوص في فلسفة النص »
رؤية أستاذي الأديب الناقد Mohamed Elbanna
ورؤيتي المتواضعة للسومونكا الفائزة بالمركز الثاني
في مسابقة « ملوك السومونكا»
للأستاذ: Osama Hawatma
رداء الليل
فوق بياض الغيم
تلاشى رمش البدر
فقدي لأخمصيكِ قبل فجري
أخبريني أينكِ جنتي
كل الأرض
من ثقب إبرة
شروق وغروب
تحت الثريا هناك،
أتوسد هلال القمر.
~~~~
أ.أسامة حواتمة
...
الليل / البدر / الفجر / هلال القمر / الثريا..انعكاس لحالة كونية ( الأرض/ شروق وغروب ) في انسجام جيد مع حالة معنوية ( جنة / حبيبة " إينك") شكلوا لوحة مشهدية سماوية بدأت بكادر محدود ( رداء ) من ثم ضاقت جدا ( ثقب أبرة ) لتنفتح على محيط اشد أتساعا ( شروق وغروب) من ثم تبلغ ذرورة اتساعها ( جنة الحبيب)
أ.محمد البنا
~~~~~~
السومونكا (حوارات الحب) قصيدة مؤلفة من قصيدتي تانكا أو أكثر. ارتبطت قصيدة السومونكا وما زالت ترتبط بالحب لانتماء أقدم وأول قصائد السومونكا بـ"ـالمان يوشي"، تحتوي "المان يوشي" على عشرين مجلد من الأغاني والقصائد التي كتبها الجميع؛ الجند، الفلاحين، الأغنياء، فنانو الشوارع... إلخ.
نهج الحواتمة في قصيدته نهج أجدادنا اليابانيين في كتابة السومونكا؛ الحب بين رجل وامرأة والركون إلى الطبيعة بكل ما فيها لإحداث ردة فعل لدى المتلقي (المحاور) وتناقض بين صدر التانكا وعجزها، والالتزام بالحد الأقصى للمقاطع الصوتية/اللفظية لقصيدة التانكا:
٥-٧-٥ الصدر
٧-٧ العجز
في التانكا الأولى يستهل العاشق قصيدته بجملة الوصف: "رداء الليل" وهي كيغو غير مباشر (موسمية) ارتبطت بطقس من طقوس الحب، أيْ بعكس كيغو قصيدة الهايكو الكلاسيكية التي تتطلب كيغو يرتبط بفصل من فصول السنة أو دلالة عليه مثل: ورود حمراء، بياض يناير، الشمس ساطعة... إلخ. ثم أتبعها بجملة الحدث: "فوق بياض الغيم" وبعدها المفارقة: "تلاشى رمش البدر". وفي الحدث والمفارقة تأكيد على الرؤى الحديثة لهذه الفنون المعربة، والتي تؤكد على ضرورة إعادة تشكيل الرؤية البصرية للهايكست باستخدام الحواس الأخرى والحالة النفسية.
ثم يأتي العجز الذي يناقض الصدر باللعب على الكلمات: "فجري" و "جنتي" في مقابل "رداء الليل"، "لأخمصيك" في مقابل "رمش البدر".
في التانكا الثانية تتأثر العاشقة بعاشقها فتستهل ردها بجملة الوصف: "كل الأرض"، رد فعل ناقم من الجنة "جنتي" على الأرض (التي تشير إلى الدنيا)، وما يؤكد ذلك ما جاء على لسان العاشقة في جملة الحدث وجملة المفارقة في تحقير الدنيا، وفي العجز التي توسدت فيه هلال القمر لعجزها عن التملص من كينونتها البشرية.
•••••••
أ.علاء طبال