قراءة في نص(صحوة) للأديب/محمد البنا_بقلم الأستاذ الناقد/سليمان جمعة.
------
الموت الحي
تعطيل الاداة التي تربط الكائن بالمكان.
ما الذي سمح بانشاء هذا الوجود اللامرئي؟
هي بنية معرفية تترعرع في لاوعينا
عن الوجود في عالم آخر ..بلا جسد
كامتداد خيالي ..يتكثف ليكون التخيال واقعا ..
لنلاحظ "تحسس" الفراش ..والشعور بالدفء ..بنية جسدية تتصل ولا تتصل ..تشعر ... المرآة لا تعكس جسده هو وتعكس طبيعيا ما خلفه .. يرى كل شيء الا مادته .. يرى الدمع ولا يرى عينيه وخديه ..كالشعور بالدفء ..الشعور من اصل حسي ..حرارة ودمع ..دفء وحزن.
اختفاء ولا اختفاء ..وجود بلا مادة ظاهرة كبنية الطاقية التي تخفي الآتية من ثقافة شعبية ..عميقة ..اريد ان لا يراني احد ..في حركة وجودي ..
وانا ارى كل شيء ..تأليف غطاء من لاوعي ومن حكايا خرافية ..الواقع السحري..
اين تحرك هذا التأليف ..
زمنيا عند الفجر الطبيعي ..اين فجره ؟
هذا الذي يسكت عنه دائما .
تحرك في المرآة ..ما المرآة التيى فقدت من كينونته فيه ..
ظهر حزنه الحسي فيها ..فقط
وغاب الجسد ..المكان ..الذي يحمله بساقين لم تعد موجودتين..
العمر الجسدي هنا بنية قاهرة
غابت فاعليته وبقي الشعور ..
هنا ندخل في بنية الموت كثقافة ..كتذكرنا لمن مات في وجود بلا جسد ..كحركة بلا مرآة نحن هذا التذكر الذي جاء قبل زمنه ..
الموت الذي يتجسد من ذاته ..قبل اجله ..هذا انا الميت مع انا الآن.
نفي متعمد او قسري ..
في الزمن الطبيعي والزمن الميتاني ..
اثري بعد موتي احسه الآن ..
لم نحصل الا شعورا بحقيقة مكاننا الدافىء وحزننا ..ولكن فقدنا فاعليتنا ان نكون مرآة ذاتنا المادية..كشعور من فقد ذراعه ولكنه ما زال يحس بها ..
المسكوت عنه اننا نفينا في حياتنا.
حاصرنا ذلك هذا الآتي كيف نعيد لنا ظهورا تعترف به المرآة .
أيكون شعورنا هذا ان سيرتنا منذ ولادتنا حتى موتنا .. هو غربة
هل نعد ذلك صحوة ؟
اي سلاما وانطلاقا للذي كان مقييدا ؟
هل هو سطوة فكرة الموت التي ينذر بها الضعف الجسدي عن فاعليته مع حركة الحياة ؟
فكرة استحضار الموت
ثقافة غيبية تخمينية ..
محمد البنا يرود هنا بثقافة نفسية وتخيلية وشعبية عالما فيمنحه حركة وحياة ..فلنعش الموت ..
دمت Mohamed Elbanna.
••سليمان جمعة••
-----
صحوة
.......
استيقظت فجرًا على غير عادتي، تفاجأت باختفاء جسدي، تحسست الفراش..ولدهشتي كان لا يزال دافئا!..تحاملت على ساقين لا وجود لهما، وهرعت نحو مرآتي؛ لا انعكاس لي!!..مسحت بكفين متوهمتين سطحها..علّ وعسى، كانت المرآة ناصعة ينعكس فيها كل ما خلفي، أو على وجه الدقة كل ما أعتقد أنه خلفي..أراه بوضوح، إلا أنا!!..بأناملي فركت عينيّ متسائلًا " هل أنا يقظ؟.. هل أنا أحلم ؟ "..عاودت تفحص المرآة..هذه المرة لمحت دمعتين، ابتسمت رغم غصة ألمت بقلبي؛ حين تعاظمت الدمعتان، حينها فقط أيقنت أنني لم أكن أحلم، أيقنت أنني هو..ذاك الذي اختفى للأبد..رغم دفء فراشه.
----محمد البنا----