« اهتزاز »
شيءٌ ما..
يجذبني إليك
بغَضِّ النظر
عن الألْفِ الَّذين
يقفون حائلا
ما بيننا
لعلَّ المجازَ وحده قادِرٌ على الحَوْمِ حول معناه، إنه يُماثِلُ الأرض عندما يتساقط عليها المطر فتهتزُّ وتَرْبُو، وتُنبِتُ من أزواج النبات ما يُزهِرُ فيَبْهَر، وما يُثمِرُ فيُطعِمُ ويَعْمُر، أنا الأرض وأنت المطر، ولعل الرياح جاءت بتلك المزنة التي حملتك حُنْوَاً عليَّ ولطفا بي، ولستُ أدري أيهما بالشكر أجدر.. الرياح أم المزن؟
شيءٌ ما
يُخيفني فيك
بغضِّ النظر
عن الألْفِ الذين
يَبعثونَ على الأمان
في حَضْرتك
وعلى المجاز أُعَوِّلُ ربما يُفسِّر، ثمَّة شبحٌ ينبثق من ظلمة ما بداخلي، كالوَحشة من صفير الريح في ليلة شتوية شديدة القَرِّ، وأنا ألتحفُ العراء في أواخر شهرٍ قمري، ولم يبقَ في السماء نورٌ سوى من حفنة النجيمات المتناثرة، يتوسطهم قوسٌ نحيل عليل هو عرجون في مداره مغبون، مشهد يماثل الحرمانَ والحاجة، أما الأمان في وجودك فيَنبعثُ من محض إطلالة، وحروفٍ منظومة كمُدامٍ على مائدة بيضاوية، أنتَ بعض فاكهته وأنا في وسطه شِواءٌ داكن، تُنادمُني الشرابَ من كأسٍ مترعة بالأحاسيس الخجلى بين يديك، وأُنادمُكَ كأسيَ الخاوية إلا من ثمالة الشوق للمجهول، بعضُ الأمان حاضرٌ تحت عِطْفَيك، كأُمٍّ تتفقَّدُ طفلَها المَحمومَ على مدار الثواني، وأنا أنتظرُ أنْ تَتَلقَّفَني بين ذراعيك لتُخمِدَ أنيني، ولعلَّ النعاسَ يستسلمُ ثُمَّ يأتيني.
••••••••
سيد عفيفي