إلى نجم غسق الدُّجى
بقلم:أ.رنيم طباع
ها أنا أراكَ كعادتكَ مُتشبِّثاً بسحنةِ
السّماء الواجمة مُشّعاً و مُتألقاً ، و يحيطكَ السّواد من كلِّ جانبٍ؛ دونَ أن يمحي
بريقك..
ألا يبدو أنّنا نُشابه ألوانَ الحياة وعلى
مقربةٍ من تناقضاتها..!
فمازلنا نعزف على وترِ الكفاح، ليتدفّقَ
بعض من الحماسِ إلينا عند كلِّ نغمة تنبعثُ منها، و تكون متناغمةً مع صدى نبض قلوبنا
المقاومة ،و ليس غريباً أن ينبت سنديان مخضوضر بداخلنا ، ثمَّ يستفحلُ في العروقِ ليبُثَّ
بها قوّة جبّارة تعيننا على استمراريَّة العيش تحت وطأة الآلام و النَّوائب.
كما نستأثر بمباهجنا لحظة طغيان المآتم
في الوجود ؛ لتكون لنا قوتاً تحمينا من الإصابة بالضّعف و العوز الرُّوحيّ للبقاء ،و
كي لا نصبح حينها محتضرين جلَّ ما نحتاجه هو الإنعاش بالأمل وبعض من تذاكر سعادة لحضور
حفل تأبين الحزن قبل أن تنقلب الأدوار ويحضر هو جنازتنا..!
أيا نجّم الدُّجى علمني كيف تستضيء رغم
حلكة الوسط الّذي تعيش فيه، لقد آمنت بأنَّ لا خيار لي سوى إشعال قناديل المقاومة و
مواصلة العيش على وجه البسيطة، حتّى لو استقرَّ الشُّؤم في غيوم أفكاري و دفعني لنبذ
الحياة وإدانتها بتهمة الشَّقاء، فما زال نقيضه يعاقبني على سوء ظني بالحياة و حصر
تفكيري بأنها كتلة من المواجع، إنّه يخبرني عن النور الذي لابد أن ينبثقَ من ذواتنا
و ينتشر في جوانب الكونِ حتى نرى الحقيقة بوضوح، فنحن مُدانين بتلك الجريمة مع الحياة
ولسنا ضحايا الوجود..!