إعداد وتقديم: أ. Fatma Chekari
تجميع و تنسيق وإخراج : أ. سامية عبد السعيد
•••••••••••••••••••••
قراءة الأستاذ القدير: محسن الطوخي
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
••••••••••••••••••
الجانب الآخر... التيمة تجعل القارىء يشعر بشيء من الرهبة. فهي تتحدث عن شيء مجهول. الفكرة الوحيدة التي يمنحها لنا النص عن هذا الجانب هو أنه كان يمثل حلما للأب. وتتميز الأحلام بتوق النفس للحصول عليها، لكن الراوي أقدم علي اقتفاء أثر أبيه كنوع من الواجب كما ينبغي للقارىء أن يفهم من الفعل " تطوعت ". كذلك لم يكن عبور الابن سهلا ولايسيرا. لم يمنحنا النص فكرة عن الطريقة التي عبر بها الأب والجد، لكن لنا أن نتخيل أن عبورهما كان بنفس الصعوبة التي جابهها الراوي. أظن أن فكرة وجودية عن الموت خايلت الكاتب، وأظنه قد أفلح في التعبير عنها بصورة تكافىء الواقع بشكل رمزي يمس الظاهر دون أن يتوغل إلى أبعد من ذلك. وهو معذور في ذلك، فمن ذا الذي يجرؤ على تخيل مايناقض التصور الديني عن الموت!.
في الواقع أن كل ماصدر عن الراوي لا علاقة له بالهم الذي حرك قلم الكاتب. انا كقارىء أجد نفسي بإزاء عقل يتساءل بشكل جدي عن المكان الذي ذهب إليه على ( التوالي) الجد، والأب، والابن.
هذا عن قضية القصة وتيمتها كما أظهرت نفسها لي. فماذا عن الفنيات؟
- لو أن ما تصورته صحيحا فكان من الأنسب جعل السرد على لسان راصد خارجي لا يعلم إلا مايراه. لأن الابن وقد لحق بالراحلين فقد علم. ومادام قد علم فكان عليه الإخبار.
- - طبقا لتصوري للتيمة فموقف الجدة منطقي ومناسب للسياق، فهي تلوم الراحل على رحيله المفاجىء، وعدم زيارته لها في أحلامها، حتى إشارتها إلى من بنى جدران المنزل تبدو متوافقة مع الفكرة الوجودية، لكن موقف الأم التي تنتظر عودة الراحل يناقض تصوري إلا لو كان أصابها الرحيل بمس.
- - استوقفني لفظ " جبلها " في حديث الجدة، فهو يؤكد ماذهبت إليه في تصوري للتيمة، إذ يتضمن اللفظ معنى الخلق.
- - الجملة " أربعتهن يبكين بغزارة "...
- هناك رابعة زائدة، فلدينا ثلاثة راحلين فقط. الجد، والأب، والابن.
- بعض الهنات اللغوية:
- - أسوء / أسوأ
- - عيناها لم تفارق/ تفارقا
- - وأحيان/ وأحيانا
- يملك الكاتب لغة معبرة، ولديه طلاقة، وسلاسة في السرد، وقد نجح في توصيل الفكرة رغم صعوبة الموضوع الذي تناوله. هذا لو كان تصوري صحيحا.
- تحياتي للكاتب الأستاذ نزار الحاج علي. وللأستاذة مني عز الدين. ولطاقم إدارة زمرة القصص على الدعوة الكريمة.
•••••••••••••••••••
قراءة الأديبة والناقدة: كنانة عيسى
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
••••••••••
القراءة
النص الرمزي
عودنا الأستاذ نزار على نصوص فلسفية وجودية تطالنا فلا نطالها،تسكن فينا حيزًا عميقًا، يحرك الوجدان ويستفز الذاكرة.
وفي هذا النص الرائع نقف أمام أسلوب متمكن،ولغة حسية عميقة،تتناول معاناة مجتمع وصم بالموت العبثي،حيث برزخ الانتظار يقبع على الجانب الآخر من الحياة، يعبر فيها الباحثون عن الحياة إلى حتمية الموت وعدميته. تاركين خلفهم قلوب نسائهن المتفجعات على اختلاف شخصياتهن، فالجدة أمينة تنتحب في حزن تحول غضبًا ونقمة و الأم تتدثر بابتسامة باهتة تتجذر ألمًا قاتلًا ثم يأتي دور الزوجة الحامل التي ستواجه فقدها بطريقة لا ندركها، رغبة من الكاتب في توريطنا في تأزم السرد ورمزيته.
يظهر السارد الشاب المقبل على الحياة، متحديًا لواقعه ،راغبًا بالتحرر من من قوقعة حياة بائسة اتخذت في المتن شكل (منزل العائلة المنكوبة) والذي ما هو إلا رمز للوطن الذي فقد أبناؤه انتمائهم وتجذرهم ،فهم غير قادرين على العودة حتى في الأحلام،.مراقبين بصمت ،موتهم الروحي،وانسلاخهم عن ذلك الوطن ،فكأن الموروث الوحيد الذي يتعاقب عليهم متمثل باختفاء وجودهم وزوال كينونتهم، فالموت هنا بشكله الرمزي، يتحدى عقل المتلقي ضمن تجربته الداخلية التي سيسقطها على النص، أهو لجوء نهائي، أهي هجرة لا عودة منها؟ أم أنه موت عشوائي ممنهج يمارسه مجتمع فقد مصداقيته بسبب الحرب ربما أو ظروف الحياة القاسية؟
يثير النص كل هذه الأسئلة القلقة ،متعلقًا بجوهر الخذلان النفسي لشعب طحنته الحياة فلم تبق له إلا صراعًا غير متكافئ مع (ريح) تشكل صراعًا استباقيًا للجنين الذي لم يولد بعد.
ومن العنوان (متوالية) ندرك أن الكاتب يوحي إلينا بنبوءة سريالية عن الأوطان التي تلفظ رجالها وتتشبث بأراملها ونسائها الكسيرات المنكوبات الفاقدات بعجز لا نهاية له.
نص رمزي مذهل يدرك عقل القارئ وأعماقه ويوحي أن متتالية الشعوب المنكوبة ستستمر طالما أن أوطانها تفتح الأبواب للموت فقط غير عابئة بقيمة الحياة الإنسانية.
بورك مداد الكاتب المذهل.
••••••••••••••••••••
قراءة الأستاذ: أمير ٱلمۘدرسۜ
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
•••••••••••••
• تقديم
إن حالة التردي والتشرذم والانقسام والتناحر الذي تعيشه المنطقة والشعوب العربية اليوم بل منذ عقود، قاد الى تدخل القوى العظمى، لاذكاء هذه لصراعات وتنميتها لأسباب مصلحية، مماجعل هذه الصراعات تتضخم في المنطقة العربية، وتزداد بشكل متسارع خطير، تعدّت فيه حدودها الطبيعية المعقولة، مما أدى إلى صدام بقوة النيران، لم يراعِ حقاً إنسانياً كحماية المدنيين من الحروب وكوارثها، ولم تحفظ كرامة آدمية، لا لشيخ ولا لطفل أو لامرأة، فكانت الشعوب العربية حطب تلك المعارك، التي قدمت ومازالت تقدم الكثير، لا لذنب تستحقه، الا لكونها عربية، من دول العالم الثالث، وسيظل الضعف يستشرى فى الكيان الممزق الهزيل إلى أن تصل الكارثة إلى نهايتها، مالم يكن هنالك من حل.
وإذا كان البعض يقولون إن التاريخ يعيد نفسه، ولكن مما يدعو للأسف فإن هنالك الكثير من الحمقى الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ.
• العنوان
" مُتَوَالِيَةٌ: مَجْموعَةُ مَقَادِيرَ مُرَتَّبَةٍ بِحَيْثُ إِذَا طُرِحَ أَحَدُهَا مِنَ التَّالِي لَهُ مُبَاشَرَةً كَانَ البَاقِي ثَاِبتاً لاَ يَتَغَيَّرُ.
عبارات جبريّة يرتبط كلّ منهاما عدا الأوّل بالعدد الذي قبله وَفْق قاعدة ثابتة، ومنها المتوالية العددية، مثل (12،13،14) والمتوالية الهندسية
في الرياضيات، اما المتتالية الهندسية هي متتالية عددية كل حد من حدودها بعد الأول يُحصل عليه بضرب الحد الذي قبله في عدد ثابت غير منعدم يدعى قدر النسبة، مثل (5.10,15,20) .
وهو اسم جمعه مُتَوَالِيَاتٍ، وبذلك فالعنوان مفرد، نكرة، غير فاضح، لأننا لم نحزر كنه هذه المتوالية ما لم نلج إلى النص.
• الشخصيات والسرد
أن تعدد الشخصيات في القصة القصيرة، يضعف السرد، ويجعله مترهلاً، الا اذا استوجب النص ذلك، لكن قاصا متمكنا من أدواته الفنية، بل متمرسا مثل القاص نزار الحاج علي، ليس من الصعوبة عليه، أن يزج هذا العدد الكبير، دون أن يعقد الأمر، ويبقي القاريء، على إدراك كامل، بهذه الشخصيات وهو متفاعل معها. وهذه الشخصيات هي:
- الجدة أمينة، وزوجة ابنها(أم القاص)، الثاكلات لأزواجهن، وزوجة الحفيد(زوجة القاص) التي التحقت بهن مؤخرا.
- - الجد والابن والحفيد (القاص).
- ولقد جاء السرد على لسان الحفيد، سردا سلسا، واضحا، لم يتعب القاريء في طرح فكرته، لكنه تركه في حيرةٍ، من أمره في جزئية سأمر على ذكرها.
• الزمكان
لم يحدد القاص، مكان وزمان قصته، لأن الأحداث موجودة في وقتنا الحالي، وكنا أيضا قد سمعنا بها عندما كنا صغارا، ونتلوها اليوم لاطفالنا، وترددها نشرات الأخبار يوميا، هي أحداث لبلداننا التي ما شهدت الاستقرار يوما، والطامعين من حولنا يتحينون الفرص للفتك بنا.
• التحليل الفني والادبي:
إذا كانت أحداث قصتنا هذه ليست بالجديدة، لكن اسلوب طرحها الجميل هو الجديد، وهو الذي يعطي النص روحه، التي قد يقبلها أو يرفضها القاريء.
القصة وان كانت كلمة العبور توجه الأنظار إلى فلسطين الحبيبة، الا ان أراها إنما تمثل الوطن بأكمله، لأن أغلب بلداننا تعاني من حروب أكلت الأخضر واليابس، وما زالت تطلب المزيد، وربما أراد بالعبور هو الانتقال نحو عالم الخلود، العالم الآخر، هذه المتوالية التي شملت الجميع بلا استثناء، الجدة، ثم زوجة ابنها، ثم زوجة حفيدها، بالتأكيد لم تكن متوالية عددية، بل كانت متوالية هندسية، لأن الآلام الفقدان ستكون متزايدة اضعافا مضاعفة، مع هذه الظروف الصعبة، التي يعيشها الإنسان العربي، وانا أتصور أن الشجرة التي كانت النسوة يجلسن تحتها، تمثل الأمل والنماء ، ومهما عَظُمت وكَبُرَت التضحيات فإن الأمل موجود.
كما أن رمزية توالي الجد، ثم حلم الأب واخيراً بحث الحفيد عن والدة تعبر عن ديمومة الثورة، وتمسك الإنسان بارضه وتراثه الذي يرفض بأي شكل من الأشكال على تركه وان غلت التضحيات، ورمزية زوجة الحفيد الحامل، تشير بشكل أكيد أن الوطن باقٍ، وأنه ولاٌد للأبطال الذين يدافعون عنه، وإن حالة الولادة لم يشر لها القاص لأنها ربما متعسرة حاليا، لكن جذوتها موجودة.
وقدم لنا حوارا في منتهى الجمال، والألم، دمعت له عيناي، في هذه الجزء منه:
_منذ أن أنتقلنا إلى هذا البيت، والجميع يرحلون واحدًا تلو الأخر، يبدو أن من بنى جدران هذا المنزل قد جبلها بالدموع!.
فعلا رغم كل خيراتنا، لكن شعوبنا في حزن، فقر، تشرد، وضياع، في أوطاننا ونسكن خيم المهجر.
وتركنا قاصنا الرائع أمام لغز يصعب تفسيره، تلك الجزئية الغامضة، التي استوقفتني(الآن أربعتهنّ يبكين بغزارة، حتى نبت نهرٌ عميقٌ. )، لكن القاص لم يشر الا لتلاتة فقط، لجدة وزوجة ابنها وزوجة الحفيد، فمن هي الرابعة، هل قصد الوطن الكبير؟ وعربيتنا التي ضاعت بعدائنا لبعضنا البعض؟ أم هو الموقف العربي الذي يقف متفرجا، أن لم يكن شامتا؟ ام هي رجولتنا ونخوتنا التي ماتت وقد اغتالتها زنازين السجون، واغتيالات المرتزقة، لكل من يتحدث عن وطن؟ ام هي الأمنيات في قلوب الثكالى؟
يمكن القول إننا أمام نص لانستطيع أن نصفه الا بأنه متكامل، فهو مفهوم المعنى للقاريء البسيط، بابعاده الكاملة الحقائق التي يطرحها، وهو َثمر ايضا للقاريء الذي يسبر أغوار النص، ويلتقط تلك الدرر التي قد يعجز القاريء البسيط أن يراها.
• الخلاصة
لقد قدم لنا قاصنا المبدع نزار الحاج علي، متوالية رائعة بأسلوبه القصصي المميز، وعذرا إن قصرت في جانب ما، وللنص الرائع عدة وجوه، ارجو ان أدركت جزءً يسيرا منها، رجائي له بالتوفيق الدائم، وإن نقرأ المزيد من إبداعاته.
•••••••••••••••••
قراءة الأستاذة: هناء العامري
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
•••••••••
العنوان (المتوالية)
في مفهوم اللغة وعلم الرياضيات هو نظام يزيد او ينقص بمقدار ثابت، فهي متوالية النقصان ( فقدان) الجد من المجموعة مخلفا جدة تنتحب وتبكي ،ثم تلاه فقدان الأبن مخلفا إمرأة تبكي وتلاه فقدان السارد ليترك بعده اثنتان من النساء،
هنالك نقصان ثابت وهنالك زيادة في كم الحزن والوجع والبكاء .
**فكرة النص
تدور القصة حول قضية معينة ثابتة، الكل مؤمن بها ويناضل من اجلها، وهي العبور الى الجانب الثاني، ويترك الأمر مفتوحا لكل الاحتمالات.
( والدي ايضا كان يخبرنا عن أحلامه بالعبور نحو الجانب الثاني)
( لذا قررت العبور من نفس الطريق الذي سلكه)،
(وغادرت مثلهم دون وداع)
**الشخوص
الجد والابن والحفيد الذي ترك لنا ذريته لتشاطرهم الهم!
زوجات وامهات
ومن هنا نستنتج أن قضية العبور الى الجانب الثاني هي قضية جماعية ترتبط بوجودهم وانتمائهم ومصيرهم لذا تتناقلها الأجيال غير مكترثين بما تخلفه لهم من مآسي وفقدان ولوعة.
** الزمان والمكان
لم يكن الزمان فترة محددة وانما ارتبط بالعمر والتأريخ بدأ منذ رحيل الجد وربما قبله بعقود، وبالرغم من امتداده لجيلين متعاقبين إلا أن الزمن غير محدد وهذا يجعل النص فعالا لكل قضايا إثبات الوجود والنضال من أجل البقاء .
أما المكان
فقد تكلم عنه الكاتب مرة كعنصر أمان وهو تحت شجرة الزيتون داخل الدار ذات السياح الذي عجن باللوعة والدموع وقد تمتد حدودها لتشمل الوطن بأكمله،
ومرة أخرى كعنصر يخطف الحياة و هو الضفة الأخرى!
تقنية السرد
بدأ الكاتب النص بعبارة (منذ صغري اعتدتُ...)
وهي اشبه ما تكون صياغة تقريرية تضمنها الفعل اعتدتُ لكثرة تكرار البكاء وبضمير المتكلم وهو يشاهد آثار الغياب الذي شمل حتى طيفهم.
فقد اعتمد على تقنية توزيع المكان واعادة تركيب الأحداث بحيث يستخلص من خلالها المغزى النهائي للنص . وكان المشترك الداخلي للشخوص هو البكاء باعتباره اللغة الوحيدة المعبرة عن الوجع.
كتب النص بأسلوب سردي وبفنية وبلغة سليمة وبدرجة من الانزياح نحو الرمز مما جعل السؤال يهرول إلى ذهن القاريء ... ماهي الضفة الأخرى!!!
الخاتمة
وهي المساحة المهمة من الحقل السردي وبضميره بعد أن انضم إلى جده وابيه في الضفة الأخرى يترقب الدار وما بها لكنه لا يستطيع العبور، وهذه إشارة إلى أنهم ما زالوا ينتظرون !
•••••••••••••••
قراءة الأستاذ: Ayman Adi
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
•••••••••
« السلام عليكم »
قصة جميلة جدا، نهج الكاتب فيها أسلوبا رمزيا بدأ من العنوان (متوالية) ولم ينته عند الخاتمة التي صورت الراحلين يراقبون أحباءهم من الضفة الأخرى لنهر الدموع
لفت انتباهي في قراءتي للقصة عدة نقاط
-لماذا كان جميع الراحلين ذكورا، هل أراد الكاتب أن يرمز إلى الحرب التي أكلت الذكور وأبقت النساء
--لماذا حلم الأب بالرحيل، هل كان يمني نفسه بالشهادة
--لماذا انتظرته الأم طويلا وتوقعت قدومه مع كل طارق، هل وقع الأب في الأسر أو تم اختطافه مثلا..
--لماذا ذهب الإبن ليبحث عن أبيه، هل حاول أن يحرره مثلا فانتهى معه الى حيث مضى
--من كانت الباكية الرابعة، هل هي ابنته وهل كانت تبكيه أم تبكي زوجها أو ربما ابنها فهي كغيرها رقم في متوالية ما زالت مستمرة منذ أن وجدوا في هذا البيت الذي جبلت أحجاره بالدموع
--شجرة الزيتون الكبيرة التي تجمع حولها الباكيات ربما ترمز الى الوطن
--البيت الذي جبلت أحجاره بالدموع ربما يرمز الى الحرب
نص مترع بالرموز وبالدموع، تميز بالسرد الجميل واللغة السليمة، والبناء المتين
تحياتي للكاتب، وللحضور الكريم ولكم أستاذة
••••••••••••
قراءة الأستاذة: Nora Seddik
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
•••••••••••
قصة جميلة موجزة ذات لغة مجازية موحية
متوالية: عنوان مناسب للقصة، حيث تتوالى المعاناة بعد رحيل الجد، يليه رحيل الاب ثم الابن الراوي،لتتوالى بذلك لوعة الفراق بدون وداع، وتستمر أنهار الدموع وتسيل حتى تصنع الضفة الأخرى التي ستكون سدا منيعا لعودة الرجال الذي رحلوا واحدا تلو الأخرى... وتتوالى الآلام تحت شجرة، وهي منبع الحزن والدموع والمناجاة والمواساة بين النساء المهجورات
- حرقة على أزواجهن ، وهي الملاذ والسلوىلهن حتى يفضفضن بما يكنن في صدورهن، وهو تناص مع قصة مريم وهي تحت النخلة، وشدي إليك بجذع النخلة تساقط أليك رطبا جنيا....فالشجرة بردا وسلاما على النساء وهن في ترقب للعودة أزواجهن ، منها ينتقين الطاقة للتحمل والصبر على الفراق والرحيل ....
- قصة اعتمدت تقنية الحوار والوصف وضمير المتكلم الذي أعطى للقصة قوة وتأثيرا من خلال مشاهد سينمائية تصور ألام عائلة تصدعت بسبب رحيل الأزواج من الجد والابن والحفيد تباعا واحدا يبحث عن الاخر، ختى تركوا المنزل بدون رجل يحميه عير نساء باكيات نائحات يتقن إلى عودة أزواجهن تباعا...
- تحية للكاتب المبدع، ومشكور على الابداع ، لكن لي تساؤل، من يكون الراحل الرابع لم يتم ذكره؟ لأن قلت " الآن أربعتهن يبكين بغزارة"من تكون الزوجة الرابعة الثكلى..
- القفلة أراها مناسبة لانها تفاجئ أفق القارئ، وكنت أحبذ أن تطول القصة بتوالي رحيل النساء للبحث عن أزواجهن ويعودون تباعا بمفاجآت وبمهام أو بحدث صادم للعائلة، من خلال الأسلوب الشيق المنساب للكاتب يجعل القارئ يسترسل في القراءة.
- تحياتي لجنود هذا الصرح الأدبي الغني الذي أعطاني فرصة للافصاح عما اثارته القصة من سؤال وقراءة..
•••••••••••••
قراءة الأستاذة: Rawda Aldakhil
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
•••••••••••
عنون الكاتب قصّته بمتوالية؛ أي تتابع.
الفكرة الّتي طرحها النّص هي فكرة الموت و الانطلاق نحو العالم الآخر، بدأ الرّحيل بموت الجدّ المفاجئ، وردّة فعل الجدّة الّتي افتقدته و عبّرت عن حالتها النّفسّة بالبكاء الّذي هو سلاح العاجز، و تطوّر الألم إلى نقمة لافتقاد الآخر شريك رحلة، والرّاحل الثّاني هو الوالد الّذي مهّد لرحيله ويبدو أنّه مات شهيدا لأنّه رغب في العبور، وزوجته تنتظر عودته لأنّ الشّهداء أحياء، والرّاحل الثّالث هو الابن السّارد للقصّة و أظنّه بدوره مات شهيدا بعد إصابته في الحرب لأنّه عانى فقد فتح الباب وواجه رياحا عاتية ثمّ غادر تاركا زوجته الحامل الّتي أنجبت فيما بعد أنثى ليصير النّادبون أربع إناث والرّاحلون يراقبون بصمت.
عبّرت القصّة عن أحداث حرب يموت فيها الذّكور شهداء، وكلّ بيت فقد فردا أو أكثر في حرب دامية وكأنّ البيوت ملعونة، وقدر الأحياء الاستمرار في ذرف الدّموع بعجز واضح و إفصاح عن كارثة وواقع يعيشه الوطن.
لغة القصّة سهلة ولكنّها حملت من الرّموز ما يكفي للتّعبير عن مأساة شعب ووطن، كان الكاتب ذكيّا في تجسيده.
كلّ التّوفيق للقاص نزار الحاج علي
•••••••••••••
قراءة الأستاذة: أم. أيمن
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ : نزار الحاج علي
••••••••••••••
« السلام عليكم ورحمة الله وبركاته »
تحليلي للقصة:
_ أبدع الكاتب في اختيار العنوان ( متوالية) وهو الذي يدل على تعاقب الأحزان..
_ لغته قوية جدا ومعبرة إلى أبعد الحدود..
_ تماسك في نسيج القصة يقودنا بسرعة إلى النهاية الموجعة والمؤلمة، مثل تحويله الابتسامة إلى صرخة وهذا تصوير من وجهة نظري، قد أثرى النص وزاده جمالا ودقة في التعبير عن حالة الحزن المسيطرة على القصة..
.
_ أسلوب ممتع ومميز وجذاب، يسافر بنا في جولة رشيقة وخفيفة، والذي يكمن في تنامي الحدث ووجود العقدة، ورغبتنا في أن يحدث شيء سعيد يرتق ثوب الحزن الذي غلف القصة..
_ هناك انتظام وثقة بالنفس في السرد، وثقافة وقدرة على السير تباعا دون توقف وديناميكية سلسة مفعمة بالحياة والحركة، رغم موضوع القصة الموجع والحزين، والذي يتفقد حال الوطن العربي، سيجد أن خير من يمثله هي هذه القصة، بأبعادها وأحداثها المتتابعة، والمفاجئة والمؤلمة مثل قوله: ( والجميع يرحلون واحدا تلو الآخر، غادرت مثلهم دون وداع، نراقب بصمت ولا نستطيع العبور)..
_ أبدع الكاتب كذلك في التصوير الضوئي، الذي أعطى للقصة بعدا جديدا، وغلافا يليق بها، مثل قوله:( صريره المكلوم، تضيء نوافذ البيت عند الفجر، نبت نهر عميق، انضمت أمي إلى نفس المشهد)..
_ هذا ليس جديدا على كاتبنا المبدع الأستاذ Nizaar Gobokai فهو قاص مميز ومبدع في صقل العمل الأدبي، وإخراجه للقارىء، في طبق منمق وجميل..
_ تصويره الرائع والذي خدم موضوع النص في قوله: (يبكين بغزارة حتى نبت نهر عميق)، وهنا يكمن إبداع الكاتب وسيطرته على شعور القارىء، لمواصلة القراءة..
_ تجربة ناضجة، وفكر واع، وقلب محب، ولغة متمكنة مثل: ( قررت العبور، تضع كفيها على وجهها وتنتحب، تصفع جسدي بقوة، جبلها بالدموع، يبكين بغزارة)..
امتلك الكاتب في هذه القصة وكل قصصه، أدوات الكتابة، التي تؤهله للقب القاص المتميز مثل: ( انسدلت أنا وأبي وأمي، تطوعت بالبحث عنه، قررت العبور من نفس الطريق)..
_ حقيقة؛ القصة أعجبتني كثيرا، وأشكركم على منحي هذه الفرصة، لإبداء رأيي وإعجابي بها.
••••••••••••
قراءة الأستاذ: Nabeel Najjar
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
••••••••••
متوالية الحياة والموت، السلسلة التي لاتتوقف بين حزن وفرح، بين استقبل وودع.
برأيي الشخصي هذا النص بقي يحوم حول تخوم القصة القصيرة ولكنه رفض أن يدخلها بحزم.
القصة القصيرة تحتاج حدثا متطوراً، حبكة تحتمل عقدة ومحاولة حل هذه العقدة خاضع لجهد الكاتب.
نصنا هنا برغم جمال اللغة والوصف وبراعة التشابيه، بقي وصفاً خالصاً والعقدة هنا لايمكن حلها لأنها فوق بشرية.
تحياتي.
••••••••••••
قراءة الأستاذة: Ferdaous Madhbouh
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
•••••••••••
قصة رائعة جسمت الواقع الكئيب المنجر عن فقدان متتال لأفراد من أسرة السارد من الجد الى الأب ..الى فقدانه هو ايضا ..وكان تحوله من عالم الأحياء الى العالم الٱخر سلسا رمزيا ..وهنا كانت رؤية الأحداث من الخارج..كان يرقب مع جده وأبيه مظاهر الأسى ويأسف لنهر الدموع الذي مثل حاجزا للعبور ..
حلق بنا الكاتب من خلال هذه القصة في عالم يلفه الغموض وأقام تقابلا بين مشاعر الكٱبة والحزن والأسى التي يخلفها الموت في نفوس الاحياء وبين حالة الطمأنينة والارتياح التي يبدو عليها من غادروا هذه الحياة فقد تخففوا من كل الأوزار..لكن بدا لي بعض الغموض في القصة من هي الشخصية الرابعة الباكية عدا الجدة والأم والزوجة ؟
بورك كاتب القصة لأسلوبه الشيق الذي يحرك مكامن النفس..
••••••••••
قراءة الأستاذ: Jamal Alkhatib
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
••••••••••••
هي متوالية فعلا .
أعجبتني صورة العبور
عندما سجيت والدي في قبره رحمه الله ، قلت له " الله معك يا أبي " .
خيل لي أنه قد بدأ للتو رحلة العبور ..وكنت مطمئنا عليه ..كتبت حينها " أنت تعبر وقلبي مطمئن عليك " .
ثم كما ذكر الكاتب ، انتظرته ليلة وأخرى ثم أخرى كي يأتي في الحلم ..وقد تأخر حقيقة ..الا انه أرسل لي رسالة في حلم آخر " أنني بخير " .
هل هذه حقائق ؟؟ .. نعم هي حقائق بالتأكيد .
نحن نقطع الى العالم الآخر في رحلة .
النص رائع وحبكته موفقة ..وصوره جذابة وحقيقية ..هي أفكارنا ومعتقداتنا .
متعجل أنت في قفلتك ..اترك الآخرين يعبرون كما يشاؤون ، واخرج من المشهد .
كان النهر المنبثق تصوير أخاذ من الدموع ..ولكن لا بأس في البكاء فهو يغسل حزن الجسد .
دام القلم .
•••••••••••
قراءة الأستاذ: علي أحمد عبده قاسم
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
••••••••••••
جمال القصة
قدرة القاص على في خلق تنوع للبكاء وتمرحل البكاء عند الجدة والأم
الجدة تبكي لزوج مات زالأم تبكي لشهيد فالحزن في الابتسام
باختصار القصة تسرد عالمنا الحزين الذي لايحقق السعادة وإنما فالجميغ يرحلون حتى الجدة والأم في الحوار أوضحت أن أن البيت هو رمز والمكان الذي نعيش فيه هو مكان للموت والتعاسة فكان مغلقا كيئبا على الرغم أنه مفتوح
حتى ااسلام هرم بهرم شجرة الزيتون والنص يوحي أن الأحياء في حزن وموت والأموات في حياة يرقبون المشهد
النص فيه غموص لكنه نص ممتع ومحترف.
•••••••••••••••
قراءة الأستاذة: Doc Nashwa
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية» للأستاذ نزار الحاج علي
•••••••••
متوالية..
أبدع الكاتب في أختيار عنوان القصة "متوالية" فهي تجذبك من الوهلة الأولي حتي النهاية. لقد تمكن الكاتب بحرفية وببساطة من رسم صورة حية للمشهد كأنك تراه أمامك وتشعر كأنك جزء من ذات المشهد بإستخدام الإستعارات والمجاز والوصف في السرد القصصي. كنت أتمني أن تطول القصة من جمالها فلقد ذكرتني القصة بجملة من أغنية أنغام في مسلسل" حديث الصباح والمساء" التي ترتعش القلوب لها عند تذكرها "وإحنا البشر كلنا أعمار وورق بيطير.
•••••••••••••
قراءة الأستاذ: طاهر بوغدير
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
••••••••••
قصة محكمة، برع القاص في نسج خيوطها، هي مجموعة من اللوحات، بدأها بالجدة و هي تنحب، مأساة الفقد، ثم تتالت القصة ، و أصبح عبور الطريق حلم الوالد، كأنه وباء تتوارثه العائلة ، الجدة أرجعته الى قوة خفية في هذا البيت.
و أنهى القاص بلوحة ثانية، و هي صورة العابرين ، الذين لم يصلوا الى أي شئ.
القصة رمز لأشياء كثيرة في حياتنا،عقدة تخلفنا، صراعنا مع الماضي، و كل ما يحمله من غث و سمين.
ربما الأشارة الى الزوجة الحامل، نقطة ضوء، ربما هذا المولود، يكون قادر على تحطيم العقدة و فك سحر البيت، و يعبر الى الضفة الأخرى.
تحية للقاص الذي أجاد في نسج القصة.
•••••••••••
قراءة الأستاذ: محمد العلوي
لقصة هذا الأسبوع من فقرة؛ نقد وتحليل القصة القصيرة
« متوالية » للأستاذ: نزار الحاج علي
•••••••••••
قصّة رائعة ذات طابع يغلب عليه الحزن. استطاع الكاتب أن يُسلسل الحدث بانسيابية وسلاسة تدعو القارىء إليها دون قيد أو شرط. في مشهدٍ تراجيدي وضعنا امام الصورة وجعلنا نحلق معه.
••••••••••••••
•القصة المقترحة لهذا الأسبوع بعنوان « متوالية »
للأستاذ القاص: نزار الحاج علي
وهي القصة الفائزة بالمركز السابع في مسابقة
القصة القصيرة في دورتها الثانية الثانية لعام 2020.
••••••••••••••••••
« متوالية »
منذً صغري اعتدت على رؤية جدتي أمينة، وهي تجلسُ تحت شجرة الزيتون الكبيرة في وسط الدار، تضعُ كفيّها على وجهها وتنتحب.
في البداية كانت تبكي حزناً على جدّي الذي غادرنا ذات صباح، ثم أصبحت تجيبُ بغضب لمن يسألها عن سبب كلّ هذا البكاء:
_أنه غادر دون وداع.
لاحقاً أصبح جوابها أكثر حزناً:
_ لم يزرني في الحلم ولا مرّة.
والدي أيضاً كان يُخبرنا عن أحلامه بالعبور نحو الجانب الاخر من الطريق، لذا في يوم حزين أنضمّت أمي إلى نفس المشهد، لكنّها على عكس جدتي لم تكن تبكي، بل أسوء من ذلك، لقد كانت تبتسم وكلّها ثقة بعودته سريعاً.
عيناها لم تفارق باب الدار، كلّما أدار أحدهم قبضته، سمعنا صريره المكلوم يصدرُ من قلبها.
بعد مضي بعض الوقت بدأت الابتسامة في التحول إلى مزاج سيء، وأحيان صارت تظهر على هيئة صرخة تضيء نوافذ البيت عند الفجر.
في الخريف الأول على مغادرته، تطوعت بالبحث عنه، لذا قررتُ العبور من نفس الطريق الذي سلكه.
عندما فتحتُ الباب، هاجمتني رياح عاتية، جعلتني أغمض عيني.
ثم أخذت تصفعُ جسدي بقوة، لذا أغلقته بسرعة، وغادرتُ مثلهم دون وداع.
سمعتُ جدّتي تهمس لزوجتي الحامل بعد أن أنضمّت إليهنّ تحت ذات الشجرة الهرمة:
_منذ أن أنتقلنا إلى هذا البيت، والجميع يرحلون واحدًا تلو الأخر، يبدو أن من بنى جدران هذا المنزل قد جبلها بالدموع!.
الآن أربعتهنّ يبكين بغزارة، حتى نبت نهرٌ عميقٌ.
على الضفة الأخرى انسدلتُ أنا وأبي وجدّي، نراقبُ بصمت...ولا نستطيع العبور.
•••••••••••••••••
نقد وتحليل القصة القصيرة
زمرة الأدب الملكية.
فرع القصص.
جهد بناء لزمرة القصص.
ردحذفتحياتي لكل القائمين بالإشراف على تلك الفعالية المهمة