بعدَ طولِ الإنتظار.
بعدَ أتعابِ النّهار.
رُغمَ جوعٍ،
رُغْمَ بردٍ،
رُغْمَ ريحْ...
بائعُ الخبزِ تداعى
و غفا كي يستريحْ...
حالُهْ في البؤسِ تشكو
بلسانٍ مستبينٍ وبليغٍ وفصيحْ...
نامَ كي ينسى المِحَنْ.
نامَ كي ينسى العَفَنْ.
كي يرى في حلمِهِ أندلسَ الأمسِ
التي كانت تداوي
قلبَهُ الدّامي الجريحْ...
بلسانِ الصمتِ يبكي
نادبًا حظًّا يصيحْ...
صارخًا : " واأسفاهْ!!! "
بعدَ غرناطةَ قد ضاقَ مداهْ .
و تلاشى اليومَ عهدٌ،
عهدُ وامعتصماااهْ !!!
و غدَا العيشُ مسيخًا و كريهًا وقبيحْ...
زرعُوا في كلِّ شبرٍ من وَطَنْ.
كلَّ أشكالِ الفِتَنْ.
تركُوا الشعبَ يُعاني
راقصًا وسْطَ المِحَنْ .
رقصةَ الدّيكِ الذبيحْ ...
تحتَ إيقاعِ الرَّدى.
سوفَ يبقى دونَ رَجْعٍ حلمُهُ..
دونَ صدى !! .
لو دنوْنا لرأيْنا
عَبَراتٍ سقطَتْ سهوًا على الخدّ سُدى ..
رسمَتْ فوقَ محيّاهُ لنا
شكلَ الضّريحْ !!!
وسيم عمّار (قصائد من الشّرق)